لم تنقطع الاتصالات طوال ليلة أمس مع عدد من الأصدقاء والأقارب المتابعين لانتخابات جولة الإعادة، الكل يسأل عن مصير مرشح واحد فقط، هو القيادى السلفى الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامى باسم الدعوة السلفية الذى أثار استفزاز ملايين المصريين بآرائه وفتاواه العجيبة والغريبة فى الأيام الأخيرة.
كان من الواضح أن هناك أمنية جامحة ورغبة عارمة، خاصة من أنصار التيارين الليبرالى واليسارى، فى سقوط الشحات حتى لوكان المنافس أمامه من جماعة الإخوان، أو الجماعة الإسلامية، فالشحات استعدى عليه الكثيرين من الاتجاهات كافة بسبب تصريحاته وآرائه التى تنم عن فقر سياسى وافتقاد الحس الوطنى وغياب للرؤية والمنهج فى التعامل مع قضايا الوطن بروح العصر والحضارة، وهو ما أثار الفزع والخوف وعدم الاطمئنان لدى المجتمع فى حالة فوزه بمقعد البرلمان مع باقى مرشحى التيار السلفى، بما يعنى تهديد الحريات العامة والخاصة فى مصر وزعزعة الاستقرار والسلام الاجتماعى وثوابت المجتمع التى نشأ عليها عبر مراحل التاريخ المختلفة.
ولذلك احتفل العشرات من الشباب أمام لجنة الفرز بالإسكندرية بسقوط الشحات أحد الرموز السلفية المعروفة ورفعوا فى وجهه لحظة خروجه من لجنة الفرز صور الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ الذى اعتبر الشحات أدبه يحض على الرذيلة وينشر الدعارة والمخدرات ويدور فى أغلبه فى مناطق تسودها بيوت الدعارة.
فأدب نجيب محفوظ فى رأى الشحات أدب ملحد لا يستحق عناء قراءته، وهو لم يقرأه من الأساس حتى يدرك الرسالة والمعانى السامية والراقية التى يستهدفها رجل فى ذمة بارئه الآن وتعرض من قبل الشحات إلى آلاف «الشحاتين» الذين كفروه فى حياته وقام أحدهم ويعمل سماكا بالاعتداء عليه بالسكين ولم يكن قارئا له.
الشحات أيضا خرج علينا قبل 3 أيام بتصريحات غريبة يرى فيها أن الأقباط فى مصر غير مناسبين أو مؤهلين لعضوية مجلس الشعب، والأنسب لهم فقط أن يتولوا المناصب الاستشارية والتنفيذية.
هذه هى رؤى وأفكار وفتاوى أحد القادة العظام للتيار السلفى، والمتحدث باسم الدعوة السلفية، فى الأقباط وأدب نجيب محفوظ، وليس الشحات وحده بل كلما تحدث رمز سلفى آخر «زاد الطين بلة» وزاد الفزع والخوف من وصول السلفيين إلى البرلمان.
لذلك كانت الفرحة كبيرة فى سقوط الشحات فى انتخابات الإعادة. وأعتقد أنه مشهد سيتكرر كثيرا فى المراحل المقبلة.