أستكمل ما بدأته أمس تعليقا على آراء الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، التى ذكرها للإعلامى حسين عبد الغنى على قناة «النهار»، وقال فيها: «ليس من حق الأقباط تولى الوظائف القيادية والسيادية فى مصر».
سردت فى مقالى أمس عددا من الأبطال المسيحيين، ممن كانوا قيادات فى الجيش المصرى فى حروب مصر، وقدموا تضحيات هائلة فى حربى الاستنزاف وأكتوبر 1973، وأضيف إلى هذه القائمة أسماء أخرى مثل: اللواء فكرى بباوى الذى أصيب فى حرب أكتوبر بإصابة بالغة، ويذكر أن زملاءه المسلمين ومنهم زكريا عامر ومحمد مصيلحى، أصروا أن يحملوه رغم المخاطر الهائلة لمسافة ثلاثة كيلو مترات، واحتموا بساتر حتى وصلوا به إلى موقع الإسعاف، وهناك أبطال آخرون مثل: اللواء أركان حرب طيار جورج ماضى عبده الذى وصل إلى منصب رئيس أركان الدفاع الجوى، واللواء طيار مقاتل نبيل عزت كامل.
هؤلاء وغيرهم شاركوا فى حروب مصر جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين، وشغلوا مناصب مهمة وحساسة فى الجيش المصرى، ولم يفرق العدو الإسرائيلى بين مسلم ومسيحى وهو يصب نيرانه على الجنود والضباط المصريين وهم يدافعون عن أرضهم، واختلطت دماء الشهداء الزكية، لتروى تراب مصر بأعظم البطولات لهم، وكان ذلك يتم على أساس المواطنة التى هى حق لكل المصريين دون تفرقة على أساس الديانة، والتى يحاسب الله وحده سبحانه وتعالى عباده عليها.
وإذا كنا نتعامل مع العدو نفسه الذى يستهدف خراب مصر بإضعافها من خلال الفتنة الطائفية، فهل يليق بمصرى أن يقدم السكين لهذا العدو ليذبحنا بها؟، وهل نحرم مصر من كفاءات قبطية عالية؟، مما يدفعها إلى الهجرة ليستفيد منها الخارج فى ميادين العلم التى نحتاج إليها، حتى ندخل إلى نهضة حقيقية يقطف أبناؤنا ثمارها بعد أن ذاقوا طعم حرمانها.
المثير فى آراء الشيخ ياسر البرهامى، أنه تحدث عن السياحة فى تركيا بوصفها النموذج «الحلال» الذى يجب الأخذ به فى مصر، لكنه تغافل باقى النموذج التركى الذى يؤمن بحرية الفرد، ولم يقدم النموذج الإسلامى فيها فتاوى تدفع المعارضين له إلى الهجرة من تركيا، ولهذا تقدمت فى الاقتصاد والعلم، وأصبحت بلدا ملهما لغيرها من البلاد التى تبحث عن مكان لها على خريطة المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة