لن أدافع عن الزميل والصديق خالد صلاح فهو من وجهة نظرى لم يذنب فى شىء، ولا أرى فى حملة التشهير الباطلة التى يتبناها بعض الخفافيش إلا محاولة النيل من مشروع صحفى واعد خلق حراكا سياسيا وفكريا كبيرا، استطاع فى أشهر معدودات أن يحوز ثقة الجميع وأن يتربع على عرش الصحافة الإليكترونية وحده، لا يسبقه فى الترتيب العالمى إلا مواقع جوجل وياهو وفيس بوك، فمن صاحب المصلحة فى أن يتجسس على مكالمات خالد صلاح ويذيعها ويلونها بمانشتات ساخنة تناسب أخلاقه الصفراء، لينال من جريدتنا التى لا نعول فيها على شىء إلا المصداقية ولا نبتغى فيها إلا وجه القارئ وحقه فى الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها.
على مدى ثلاث سنوات هى عمر اليوم السابع تحاورنا مع مسئولين كبارا ومددنا الجسور بين كل فئات الوطن وشرائحه، سواء رموز الحزب الوطنى كانوا يتصدرون الصفحات الأولى فى الجرائد المستقلة قبل الحكومية، كما حاورنا المجرمين أمثال سالم لافى، وكنا أول المحتفلين بخروج أيمن نور من السجن، كما كنا أول الداعمين لحملة حمدين صباحى لرئاسة الجمهورية، وتابعنا أخبار محمد البرادعى لحظة بلحظة، وتجاوبنا مع ثورة 25 يناير منذ بدايتها، فما العيب فى ذلك، وما الخطيئة فى أن يقول خالد صلاح إنه أحيانا يهاجم مسئولا "مثل على الدين هلال" الرجل الذى كانت تحترمه المعارضة قبل أن يحترمه النظام ثم يرسل له ببوكيه ورد أو كارت معايدة، فهل كارت المعايدة جريمة، وهل بوكيه الورد خطيئة، أوليس من باب إثبات حسن النوايا وعدم شخصنة القضايا أن يفصل الصحفى بين عمله المهنى وعلاقاته الشخصية، ثم ماذا يهم القارئ أكثر، أن يعرف معلومة من مصدرها وأن يهاجم صحفى مسئولا بدليل يملكه، أم أن الذى يهمه هو أن يرى الصحفى أى مسئول فيبصق فى وجهه مثلا أو يتهجم عليه.
أعرف أن المقصود من حملة التشهير التى تنال الزميل خالد صلاح هو اليوم السابع نفسه وليس رئيس تحريره، فمن يعرف اليوم السابع عن قرب يتأكد من أن كل رئيس قسم هو رئيس تحرير قسمه وكل محرر هو الرقيب الأول والأخير على ما يكتبه، وأن المهنية هى المعيار الأول الذى نحتكم إليه، ولا يجب أن ننسى أنه حتى وقت قريب كانت مباحث أمن الدولة تدخل أنفها العفن إلى كل مكان، مستعينة على ذلك بالمخبرين والعملاء الذين يخترقون المؤسسات الصحفية ليمدوها بالمعلومات أولا بأول، ويسأل فى ذلك كل رؤساء تحرير المؤسسات الصحفية الذين سيتأكدون أن ضباط أمن الدولة كانوا دائمى الاتصال بهم، وأن كل واحد منهم كان يتهرب منه بطريقته، فهل نحاكم خالد صلاح على أنه كان يضحك على المسئولين ببوكيه أو كارت معايدة ليتقى شرهم وجبروتهم وتعمدهم أكثر من مرة أن يعرقلوا مسيرتنا، فى حين أن صحفيى الجريدة يكيلون لهم السهام يوميا ويكشفون فسادهم لحظة بلحظة، وهل أذنب اليوم السابع لأنه أصبح منبرا مفتوحا لكل التيارات والأفكار، وخلق حراكا ثقافيا وصحفيا كبيرا جعل كل المؤسسات الصحفية تحسدنا عليه وتقلدنا فيه، أم أننا سنعلق له المشانق لأنه كان يرسل وردة على عنوان بيت مسئول مازالت آثار الدماء واضحة على وجهه جراء كشفنا لفساده.
لماذا كل هذا "الغل" من اليوم السابع؟ ولماذا كلما حققنا نجاحا كبيرا أدهش الجميع تفنن الحاقدون فى اختلاق القصص الواهية للنيل من "أسطورة اليوم السابع"" أشكر خالد صلاح من كل قلبى على أنه كان يناور رموز الفساد فى الحكم اتقاء لشرهم، ويتبع معهم أسلوب الكر والفر، ويضحك عليهم ببوكيه ورد وكارت معايدة بينما اليوم السابع يفضح الفاسدين وينشر أخبار فسادهم ويلاحقهم فى كل كبيرة وصغير حتى يقعوا واحدا تلو الآخر، ما كان له أكبر الأثر فى أن وقعوا كلهم مرة واحدة فى 25 يناير.
أشكر خالد صلاح لأنه سمح لكتيبة اليوم السابع أن تمارس عشق بلدها على طريقتها ولأنه سمح لواحد مثلى أن يكتب منذ اليوم الأول للجريدة مهاجما كل رموز الحزب الوطنى ورئيسه وانظر مثلا مقال "مصر داخله على "جرد سنوى" الذى أكشف فيه أن رموز الحزب هم الذين أحرقوا مجلس الشورى ليعدموا أى دليل على فسادهم، ولأكتب مقالا آخرا فى أغسطس 2008 بعنوان "براءة ممدوح إسماعيل وإدانة السمك" لأتهكم فيه على إبراء ساحة من قتل ألف مصرى فى عرض البحر، ولأكتب فى ديسمبر 2008 مقالا بعنوان "ثقوب فى قلب الصحافة القومية" لأتناول حالة النفاق الحكومى من جانب رؤساء التحرير لرموز الحزب الوطني، ولأكتب فى أعقاب هزيمة مصر من الجزائر فى أم درمان مقالا بعنوان "مصر اتهانت" حامدا الله على هزيمتنا وكاشفا أن أحمد عز كان يجهز لإعلان جمال مبارك مرشحا رئاسيا إذا ما فازت مصر، وأنه كان يعد له موكبا لتأكيد هذا الأمر فى حالة فوز مصر، ولأؤكد على أن من أهان مصر هو من استغلها سياسيا وتلاعب بمشاعر شعبها، وأشكر خالد صلاح لأنه فى الوقت الذى كانت الصحف الحكومية تتهم الشهيد خالد سعيد بأنه شهيد البانجو بينما بعض الصحف المستقلة التى تدعى الحيادية قالت إنه قتيل الإسكندرية كتبت مقالا بعنوان "كل الطغاة زايلين والمتهم "خالد" وحينما اشتدت الحرب على البرادعى كتبت "رجعوا الأساتذة يا عم حمزة للجَدِّ تانى"، و"شد القلوع يا برادعى.. مفيش رجوع يا برادعى" وحينما اندلعت ثورة يناير العظيمة لم تجد المباحث غير أن تخترق الموقع أكثر من مرة لتمنعنا عن أداء مهمتها، وحينما وجدت أن هذه الطريقة غير مجدية قطعوا الإنترنت عن مصر كلها وهذا بالطبع لمنع أكثر المواقع الإخبارية تأثيرا من التواصل مع قرائها، لكن الأنياب القذرة والمخالب الدامية لا تكف عن محاربة اليوم السابع بأية طريقة، ولا أتخيل أنها ستكف عن هذه الطريقة البذيئة المتدنية، ونعرف أن معركتنا مع الفساد وأتباعه وزبانيته لن تنتهى بين يوم وليلة، لكننا أيضا على ثقة تامة فى قارئ عرفنا ومنحنا من المحبة ما لا نستطيع نكرانه، وأدعو قراء اليوم السابع إلى أن يستفتوا قلوبهم وأن يحكموا بعين الحق والإنصاف على مشوار الجريدة مهنيا، كما أدعوهم إلى أن يفتشوا عن صاحب المصلحة فى تشويه هذه الجريدة التى كانت ومازالت منبرا مصريا وطنيا رغم أنف الحاقدين.