إذا صح كلام الأستاذ محمد حسنين هيكل عن حقيقة الاتصالات المستمرة بين الرئيس المخلوع حسنى مبارك المقيم حاليا فى منفاه الاختيارى فى شرم الشيخ، ورئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق وعدد من رموز النظام السابق وبعض من رجاله فى الحرس القديم، فإن الأمر يستدعى القلق وينذر بأجواء غير إيجابية تستدعى إظهار حقيقة هذه الاتصالات فورا وما يدور فيها.
وحسب معلوماتى فإن الأمر لا يتوقف على الاتصالات فقط بل إن هناك زيارات لا تتوقف أيضا بين القاهرة وشرم الشيخ وهو ما يزيد من حالة القلق ويؤكد ما قاله الأستاذ هيكل فى حواره مع الزميل محمود سعد فى برنامج مصر النهارده بأن وجود مبارك فى شرم الشيخ يشكل "مركزا مناوئا للثورة ويؤدى إلى مشاكل" وهو ما يراه البعض بأن النظام السابق قد يتحين الفرصة للالتفاف على الثورة والإبقاء على بعض رموزه فى مواقعهم والحفاظ على مكتسباتهم أو ضمان عدم فتح ملفات الفساد الخاصة بهم.
وإذا كان صحيحا أن هناك اتصالات تتم بين الفريق أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال فى القاهرة وبين الرئيس السابق فى شرم الشيخ- إذا لم تكن هناك زيارات أيضا- فعلى الفريق شفيق- الذى نقدره ونحترمه كثيرا ونرى أنه جاء فى وقت صعب- أن يبادر الآن بإظهار حقيقة تلك الاتصالات رسميا للرأى العام وإزالة الشكوك وتبديد المخاوف من غواية وأوهام رأس النظام السابق فى شرم الشيخ وبقاياه فى القاهرة التى يجب اجتثاثها والإسراع فى التحقيق فى البلاغات المقدمة ضدهم.
نحن نثق فى الدكتور أحمد شفيق ونبرأ به أن يتواصل مع نظام فاسد لفظه الشعب فى ثورته ونرجو منه أن يريح الجميع بنفى تلك الاتصالات المقلقة- إذا صح كلام الأستاذ هيكل- ويعلن أنه مع الشعب فى استكمال ثورته فى التطهير ومع المستقبل لبناء الدولة الحديثة القائمة على العدل والمساواة والنزاهة والشفافية.
الأمر الآخر الأكثر خطورة هو ما يتردد حول قيام بعض رموز النظام السابق من مساعدى مبارك بالقيام بحرق أوراق ووثائق داخل بعض القصور الرئاسية سواء داخل قصر العروبة بمصر الجديدة والقصر الجمهورى فى عابدين لطمس حقائق وملفات العهد السابق.
فالشعب يريد معرفة حقيقة عملية "حرق الأوراق" والغموض المحاط بها والفاعل الذى ينفذها دون أن يكون هناك تدخل حاسم ضده. ففى ظل الأوقات الصعبة التى نعيشها مازالت هناك أصابع تعبث فى الخفاء وهى ذاتها الأصابع التى قادت عملية البغال والجمال فى يوم الأربعاء الأسود ومازالت أيضا تقود مؤامرات مشبوهة ضد ثورة 25 يناير.