لم يختلف رد فعل كل رئيس عربى سابق عن ديكتاتور حالى فى تفسيرهم لثورة شعوبهم، فقد كان أول رد فعل لزين العابدين بن على على ثورة الشعب التونسى أنها تعمل بتوجيه خارجى، ومع مبارك كان الأمر نفسه طوال الوقت كانت هناك همزات ولمزات تحاول أن تلصق بالثورة اتهامات من نوعية أنها تعمل وفقا لتوجيهات وخطط جهنمية غربية. وأجندات، وما زلنا نرى معمر القذافى أحد أغرب أنظمة الحكم على وجه الكرة الأرضية يحاول لادعاء بأن ثورة الشعب الليبى إنما يقوم بها شرذمة من المبرشمين والمسطولين، مع أن القذافى هو واحد من أشهر مساطيل الحكم فى العالم الحديث وربما أيضا العالم. وهو أكبر أجندة وأعمق مؤامرة وأوسع مندس.
لكن إذا نظرنا إلى حجم الفساد الذى تكشف بعد سقوط هؤلاء نكتشف أنه لا يمكن لأى نظرية مؤامرة أن تستوعب حجم الفساد الذى مارسه بن على وحاشيته أو مبارك وعصاباته. لقد كانت عصابات وليست أنظمة حكم هى التى تسيطر على بلادنا وتمتص دمها واموالها، وتزعم أنها تبنى.
عندما نكتشف أن وزير الداخلية حبيب العادلى كان يغسل الأموال ويرتشى من الشركات سوف نعرف أن وزارة الداخلية التى كانت تنفق 7 مليارات جنيه من أموال الشعب المصرى كانت تقدم خدماتها لمن يدفع، وكان هناك ضباط يلفقون الاتهامات والقضايا، وساعتها سوف يوجد من يصدق أن العادل هو الذى كان اخترع التفجيرات الطائفية والعمليات الإرهابية ليبقى المجتمع تحت ستائر الخوف والرعب. ويبقى قانون الطوارئ مسلطا على رقاب المواطنين.
وعندما تعمل وزارة الأمن لخدمة النظام وتقوم بعمل شركات القطاع الخاص سوف نكتشف كيف تحول الحكم إلى عصابة، ولم نحتج إلى نظرية مؤامرة لنفسر ما كان يجرى، وحتى لو كانت كل هذه الأمور فيها مبالغات فإن حدها الأدنى مؤامرة تحتاج إلى أكبر نظريات المؤامرات لتفسرها.
ومع التداعى الحر لكل هذا، وما نكتشفه من عصابات كانت تسرق الأراضى أو تحصل على القروض أو المنح، ومصروفات سرية من أموال الشعب على حملات تلميع جمال مبارك وتزوير الانتخابات وقتل المتظاهرين، نجد نفس الأيدى ونفس الوجوه وعصابة واحدة تمثل أكبر مؤامرة.
وما كان فى مصر هو نفسه فى تونس وفى ليبيا البلد الغنى الذى يستقبل يوميا 100 ملين دولار تكفى لإسعاد الشعب الليبى، وبناء دولة متقدمة، لكن جنون القذافى وتسلطه جعلها فى مؤخرة الصفوف.
ونرى محاولات توريث الحكم المتسلط للأبناء فى ليبيا واليمن وقبلها مصر. بينما أنظمة الحكم تمارس النهب والقتل بشكل يتجاوز ما كان يفعله الاستعمار. وعندما يهب الشعب غاضباً رافضاً يسعى النظام للإيحاء بأنها مؤامرة خارجية، بينما مبارك والقذافى وبن على وما يستجد من حكام هم أكبر مؤامرة على الشعوب والدول والحاضر والمستقبل، وأن ثورة الشعب العربى هى من أجل إنقاذ ما تبقى من مصير دول تستحق أن تحكم نفسها بعيدا عن حكام المؤامرة المستمرة. والحكام القتلة اللصوص هم أكبر أجندة وأشد مؤامرة وأسوا مندسين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة