1 _ مما لا شك فيه أن أحد أهم مكاسب ثورة 25 يناير هو خلق وتفعيل ما يسمى بالرأى العام الذى ظل دون أية فاعلية لسنوات عديدة تفوق الخمسة وثلاثين عاما.
لقد أصبح للشارع المصرى بمختلف أطيافه واتجاهاته صوتٌ له دوى وتأثير فعال على متخذى القرارات بمصر، وهذا من وجهة نظرى المتواضعة يعد حجر الأساس والبذرة الأولى لمفهوم الديمقراطية ومفهوم الحرية، وإن كان هذان المفهومان يحتاجان إلى عدة سنوات من التحضير والتأهيل لهما حتى لا يستخدمان بشكل خاطئ.. فليس من المنطق أن يعيش شعب كل هذه السنوات تحت ظروف ومحاذير بعينها ثم يفيق بين ليلة وضحاها تحت مظلة مفاهيم متناقضة تماما دون إحداث أى نوع من الخلل وفقدان الاتزان، على الجميع أن يتحلى بالصبر حتى لا ينقلب السحر على الساحر وتخسر مصر كلها أى مكسب من مكاسب ثورة الخامس والعشرين.
2 _ لقد أصبح الجميع يبحث عن المصالح الشخصية مستغلين الظروف الراهنة للوطن، فمنهم من يريد زيادة أجره فى الحال، ومنهم من يرغب فى تعيين ابنه أو ابنته، ومنهم من يريد إسقاط مديره أو نقيبه أو مرؤوسه بشكل عام لأسباب شخصية دون النظر للمصلحة العامة.. وللأسف يجد من يسانده فى ذلك خوفا من اعتباره عميلا للنظام!
3 _ لاحظت مؤخرا مؤشرا غاية فى الخطورة، حيث أصبح أى فرد من الأغنياء فاسداً وأى ناجح فى عهد مبارك عميلاً وأى واحد يسطع نجمه فى حقبة مبارك من أصحاب الواسطة، لماذا هذا التعميم؟! ولماذا النظر للأشياء من منطلق طبقى بحت؟!!
ليس من حق فرد فى الشعب أن يتهم فردا آخر بأية تهمة ما دامت هناك جهات رقابية وقضائية تباشر وتنظر فى الأمور, أيضا ليس ذنب من نجح أو حقق مالا أو جاها أن مَن يسبه لم يحقق شيئا فهو لم يكن سببا فى إخفاقه.. الخوف كل الخوف أن تعود محاكم التفتيش مرة أخرى تلك التى يليها تأميم ممتلكات من لا ذنب لهم فى سرقة البلاد وخيراتها.
4 _ مكسب آخر على صعيد الإبداع سوف تظهر توابعه خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث إن حركة الإبداع على المستويات كافة سواء أكانت سينمائية أو مسرحية أو غنائية أو أدبية الخ.. سوف تعبر عن الثورة وعن الحراك السياسى الذى تشهده مصر الآن.. فالإبداع دائما مقترن بمسألة الحراك وثبت أن إفرازاته تتزايد بنسب ضخمة عن إفرازات حالات الركود السياسى.
نأمل فى نهضة ثقافية فنية تعود بنا إلى عهود سابقة كنا فيها الأفضل وكانت الريادة فيها لنا دون منافس.
5 _ وأخيرا إن أكبر خسائر الثورة، بل مصر كلها، هؤلاء الأبطال خيرة شباب مصر الذين استشهدوا فداء للحرية، ومن أكبر مكاسبها كشف وتعرية هؤلاء الذين غيروا مواقفهم وأرادوا أن يركبوا فوق أكتاف الشباب الذين صنعوا ما لم يستطع أحد أن يحققه منذ ثورة يوليو إلى الآن من أجل مصالح شخصية وأيضاً تصفية الحسابات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة