منذ بداية نزول قوات الجيش إلى الشوارع مع تصاعد انتفاضة الثوار، لم يحدث أن تم إطلاق رصاصة واحدة على مواطنين، حتى ولو تجاوزا قليلاً، وكانت المواجهات مع البلطجية واللصوص الذين عاثوا فى الأرض فساداً. وهذا تطبيق حرفى لما قاله أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين استضافتهم المذيعة منى الشاذلى فى "العاشرة مساءً" منذ عدة أيام، وتساءل واحد منهم: هل تريدون منا إخلاء المعتقلات ثم نملأها من جديد بالمخالفة للقانون.. فالقانون هو الحكم، فنحن دولة القانون.
لذلك حزنت لما حدث فى دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، فقد شاهدت فيديوهات على اليوتيوب توضح أن هناك احتكاكات عنيفة بين جنود وضباط وبين مجموعة من الشباب المسيحى ومعهم بعض الرهبان، وسمعت أصوات طلقات نارية، ولم يكن فى الفيديوهات أى جنود أو ضباط من وزارة الداخلية. صحيح أن هذه الفيديوهات لا توضح بشكل قاطع أن هناك إطلاق نار من قبل الجنود تجاه المواطنين المصريين، ولكن هناك شهود عيان يقولون إنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر، كما أن هناك فيديوهات توضح علاج الجرحى، بالإضافة إلى التقرير الطبى لمستشفى السادات المركزى.
البيان الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر صفحته على الفيس بوك يؤكد أنه لم يتم أى اعتداء على الدير، مشدداً على أنه لا توجد أى نية مطلقاً لهدم الدير إيماناً من المجلس بحرية وقدسية أماكن العبادة للمصريين، وأضاف: فى البيان رقم 13، أن ما تم التعامل معه من قبل القوات المسلحة هو بعض الأسوار التى بُنيت على الطريق وعلى أرض مملوكة للدولة وبدون سند قانونى.
لكن هذا البيان لا يقول لنا بالضبط ماذا حدث، كما أنه لا يشرح كيف يتم مواجهة مواطنين لا يحملون سلاحاً بالسلاح، حتى لو كانوا قد اعتدوا على أملاك الدولة ببناء أسوار.. فهذا ليس مبرراً كافياً، فهناك اعتداءات لا حصر لها فى طول وعرض البلاد. وأظن أن قادة جيشنا الذين حموا ثورتنا العظيمة يحتاجون لفتح تحقيق وإعلان نتائجه حتى تستريح القلوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة