◄◄ أبوالعلا ماضى: الحكم بإنشاء الوسط إحدى ثمار الثورة المصرية
بعد 15 عاما من البحث عن شرعية قانونية، حصل مؤسسو حزب الوسط الجديد على حكم قضائى بحق إنشاء الحزب بعد أربع مرات من رفض لجنة شؤون الأحزاب، ورفض محكمة شؤون الأحزاب بمجلس الدولة الحكم لصالحهم ثلاث مرات بدأت منذ عام 1996.
وتعد الموافقة على إنشاء حزب الوسط كأول حزب مصرى ذى مرجعية إسلامية صريحة فى برنامجه، إحدى ثمار رياح التغيير والثورة المصرية كما علق أبوالعلا وكيل مؤسسى الوسط، معتبرا أن ذات اللجنة التى أصدرت حكما لصالحه رفضتهم ثلاث مرات رغم تقارير هيئة مفوضى الدولة المؤيدة لهم، وأن من حظهم أن موعد نظر قضيتهم جاء فى هذا التوقيت الذى اعتبره بداية جديدة لكل الأحزاب المصرية.
الوسط الذى ترجع خلفيته إلى مدرسة الإخوان، وكان سببا فى أزمة داخل الجماعة، سيضع الإخوان أمام إشكالية كبيرة، من حيث العلاقة الداخلية فى التنظيم، والتعامل مع الأعضاء، بما فيها إشكاليات فكرية كالمرأة والأقباط والترشيح لجميع المناصب القيادية فى مصر بما فيها انتخابات الرئاسة، مما جعل عددا ممن يطلق عليهم الإصلاحيون فى الجماعة يفكر جديا فى الانتقال لحزب الوسط.
خالد داوود، أحد قيادات الجماعة فى الإسكندرية فترة السبعينيات وعضو جبهة الإصلاحيين، أكد أنه سينتظر موقف الإخوان من إنشاء حزب وما إن كان حزبا حقيقيا أم ديكورا للجماعة ومحاولة للتمويه، قائلا »ننتظر الإخوان وهل سيعيدون تجربة الماضى والتعامل مع السياسة كديكور ويقدمون حزبا بلا لائحة ترقى للواقع السياسى وتكرار البرنامج الصورى السابق«، مضيفا أنه قريب جدا من قيادات الوسط وسينضم لهم فى حال لم يحقق له حزب الإخوان المزمع إنشاؤه ما يتمناه فى حزب إسلامى، معربا عن أمله أن يفكر الإخوان مع الوسط حتى لا يكون هناك حزبان ينبعان من فكر وعباءة واحدة، فإشكالية العلاقة بين الإخوان والوسط هى ما تشغله ويسعى للتقريب بين وجهات النظر بين الجانبين.
إلا أن هيثم أبوخليل أحد شباب الإخوان الذين تم فصلهم قبل عام ونصف العام لخلاف مع التنظيم، فأعلن أنه يفكر جديا فى الانضمام للوسط بعد الموافقة عليه ولكنه ينتظر أن تتم إعادة بعث البرنامج من جديد فى إطار ثورة 25 يناير الذى يراه مختلفا كليا خاصة سياسيا عما قبله، وكذا ينتظر أن يخرج الوسط إلى الشارع ليثبت قدرته على التفاعل مع القضايا الجماهيرية، نافيا أن يحمل حزب الإخوان المزمع إعلانه قريبا الحرية والليبرالية التى يتمتع بها الوسط، معتبرا الوسط تحديا كبيرا للإخوان الآن، معتبرا أن تزايد عدد الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية له سلبية وهو التحزب الذى يغلق أصحاب كل حزب واهتماماتهم داخل حزبهم، ولكن إيجابياته هى فتح الباب أمام الإسلاميين فى تحويل أفكارهم التنظيمية لبرامج ويعملون فى النور وفق واقع جديد.
د.سعد الكتاتنى المتحدث الإعلامى باسم الإخوان أكد أنهم يتمنون أن يكون الوسط إضافة للحياة السياسية ولا يغير هذا من رصيد الإخوان شيئا رغم الخلفيات الإخوانية لبعض مؤسسى الوسط، معتبرا أن الإخوان والوسط ليسا متطابقين وفى ذات الوقت ليسا على عداء أو تناقض، واختلافهما اختلاف تنوع، مشيرا إلى أن الساحة تتسع للعديد من الأحزاب ذات الخلفية والتوجه الإسلامى.
وحول ما يتردد عن مأزق الإخوان فى ظل الوسط وخاصة الشباب الذين يريدون أن ينتقلوا للوسط، أكد الكتاتنى أنهم غير قلقين من شىء وحرية الفكر والتعبير مكفولة للجميع ومنهم شباب الجماعة، وحول العلاقة السياسية فيما بعد والتحالفات بينهما، أكد الكتاتنى أنهم ليسوا حزبا الآن، ولا يمنع الأمر أن يكون لهم علاقة مع الوسط طالما أن الهدف هو المصلحة الوطنية والإصلاح السياسى.
يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة «وطنى» القبطية القريبة من الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، يحذر أن يكون الوسط قائما على أساس مرجعية دينية، معتبرا أن هذا يتنافى مع روح الثورة التى أعلنت أنه لا مرجعية تتنافى مع الدولة المدنية، وبوجه عام أكد سيدهم أن جميع الأحزاب بما فيها الوسط لابد أن تراجع برامجها وفق ثورة 25 يناير.
أما جورج إسحاق، منسق عام حركة كفاية السابق، وهو ناشط قبطى، فيعتبر أن المرجعية التى يرفعها الحزب لا تشغله طالما أنه فى النهاية حزب مدنى ويعبر عن التيار الرئيسى فى المجتمع المصرى، مضيفا أن مصداقيته فى القائمين على الحزب وبرنامجه المعلن من قبل تجعله يتوقع له سواء كان ذا مرجعية إسلامية أو خلاف ذلك أن يطبق المواطنة ويراعى الحرية التى خلفتها الثورة.
حسام تمام، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، يرى أن الموافقة على الوسط ستعطى دفعة قوية لكثير من شباب الإخوان المختلفين مع التنظيم أو الذين جمدوا نشاطهم، فى حسم أمرهم بالانضمام لتجربة حزبية قانونية دون الانتظار لحزب الجماعة، وحول برنامج الحزب يقول تمام إن برنامج الوسط نضج عبر أربع مرات تم تعديله فيها مما أعطاه فرصة للتطوير الذاتى، واصفا برنامجه بأنه عصارة تجربة إسلامية فى التحول من العمل التنظيمى للعمل الحزبى، وهو ما يضع كثيرا من الإشكاليات أمام الإخوان وأى أحد ينتمى للتيار الإسلامى يريد أن ينشئ حزبا مدنيا، خاصة حسم أفكار التحول الديمقراطى، كما يضع الوسط الإخوان أمام تحد كبير من حيث الوضع الداخلى فى الجماعة، مما قد يغير شكل التواجد الإسلامى على الساحة، ولن يكون للإخوان وحدهم شرف تمثيل الإسلاميين تحت قبة البرلمان أو فى الشارع، متوقعا أن يكون الوسط أسرع قوة سياسية، غير الموجود على الساحة حاليا، يمثل رقما مهما فى الشارع.
فى حين يرى منتصر الزيات، وكيل مؤسسى حزب الاتحاد من أجل الحرية، ومحامى الجماعات الإسلامية السابق، أن الوسط إضافة قوية للحياة السياسية، ورغم عدم حصوله على رخصة منذ سنوات طويلة إلا أنه استطاع أن يكون حالة مجتمعية، إلا أن التحدى أمام أصحاب الوسط هو نقل عملهم من النخبة ومن نطاق المهتمين بالسياسة إلى الشارع والقيام بكامل واجبات الحزب، مضيفا أن الحركة الإسلامية ستكون إضافة، خاصة فيما يتعلق بمدنية الدولة والمواطنة والحريات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة