منذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير لم تتوقف هجمات الثورة المضادة بغباء منقطع النظير بدات بهجمات لراكبى الجمال والحمير والبغال، وامتدت لتشمل حملات تشويه تبدا بالقول إن الشباب شرفاء لكن الثورة أصبحت إخوانية ثم أصبحت تحمل أجندات أجنبية وأن الأجانب أصبحوا كثيرين فى المظاهرات وأن هؤلاء الشباب يثورون بوجبة كنتاكى وخمسين جنيه. ثم إذا رؤوهم يصلون ينشرون الصور ليقولوا طبعا واضح التوجه. فإذا التفتوا وشاهدوا اليساريين يشيرون انظروا إلى التوجهات الأجنبية.
و لما دخل الإخوان للحوار توقفت الاتهامات بالإخوانية وتحولت إلى اتهامات خارجية ثم إيرانية وتم استخراج عدد من المؤامرات وتغليفها فى الهمزات واللمزات. والتى تحولت إلى نكات أضافت التسلية للفيس بوك وحتى فى المظاهرات تحولت الاتهامات الغبية إلى تسلية لثوار الميدان. تأكيدا على حالة البلهنية التى أصابت النظام وأصابته "بهشاشة النظام".
وكل إعلامى حكومى يبدأ بالثناء على الثوار ومدحهم وسرعان ما ينقض عليهم بالاتهامات، وأنهم يعطلون المرور ويمنعون عودة الحياة الطبيعية، حملة التشويه بدأت بعد فشل الثورة المضادة التى خطط لها فلول الحزب الوطنى واستخدموا الحمير والبغال والجمال مع البلطجية.
وإذا طبقنا نظرية الأجانب ربما نكتشف أن بريطانيا التى حولت هايدبارك إلى مزار سياحى يفترض أن تقبض على كل الأجانب الذين يزورون هايدبارك أو يمشون فى مظاهرات البريطانيين، ولم ينتبه انصار المواجهة الحميرية إلى أن عددا من هؤلاء المستأجرين استشهدوا برصاص حى وهى المرة الأولى التى نشاهد ثورة مدفوعة الأجر أو بكروت شحن.
وبدلا من أن ينشغل طاقم الحراسة الإعلامية بتشويه ثورة الشباب التى قامت من أجلهم وتلبية لمطالب ظلت تروح وتدور حول نفسها منذ عقود وسنوات ربما عليهم أن ينشغلوا بتقديم تفسير لحجم الثروات التى فاقت الخيال وأعلنت عنها الصحف والمحطات الفضائية الأوربية والأمريكية، فقد رأينا تقرير الجارديان عن ثروة الرئيس مبارك وأسرته والتى تتراوح بين 43 إلى 70 مليار دولار، وهى أرقام نشرتها وكررتها محطات وصحف ولو كان السادة ضباط الإعلام صادقين فى دفاعهم عن الرئيس الأب لانشغلوا بالرد على هذه الصحف أو ليتقدم الرئيس واسرته بتفسير لهذه الثروة إن كانت حقيقية أو ليرفعوا دعاوى قضائية على الصحف والفضائيات حتى يثبتوا كذبها. أما السكوت فهو علامة الرضا، وربما كان مفيدا أن يسعوا لاستعادة المليارات الأبوية حتى يمكنهم أن يستمتعوا بوجبات كنتاكى رئاسية.
المصريون يستمعون ويقرؤون عن أرقام بالمليارات ذهبت إلى هذا المستثمر أو ذاك المستحمر، وهى مليارات لم يكسبوها بكد أيديهم من صناعة أو تجارة، بل حصلوا عليها بطرق صحراوية غير مشروعة.
نقرأ أن أحمد عز عنده 90 مليارا، والمغربى عنده خمسة وفلان عنده ستاشر، وبحسبة بسيطة نكتشف أن الشعب المصرى كان يعيش الفقر والمرض والكبد الوبائى والتعليم الحكومة ويشرب البنية الأساسية بينما السادة أولاد النظام وآباؤه يحوشون المليارات وينقلونها إلى بنوك وعقارات سويسرا بينما ينتقل الشعب إلى رحمة الله. وحتى الآن لم نعرف ما جرى مع السادة المليارديرات الذين أطلقوا الحمير والجمال والبلطجية على ثوار يناير، وقالوا انهم ياكلون الكنتاكى، ولا نستبعد أن يتهموهم بنهب المليارات وتهريبها عن طريق رسائل الـ"إس. إم. إس" أو عن طريق استاتوسات الفيس بوك.
وعلينا أن نترك ناهبى المليارات الذين أصابونا بهشاشة العظام، وعندما قامت الثورة اكتشفنا أن فسادهم أصاب النظام بهشاشة النظام.