ظهر الحق.. وزهق الباطل، مقولة تنطبق على نجوم الرياضة الأكثر استفادة من المشهد الرئاسى الذى كان، ويكذب من يحلل موقفهم بالمشاركة فى مظاهرات التأييد المنظمة من أصحاب الملايين الذين خذلوا الرئيس ونجله، بعدما استفادوا قدر المستطاع وأكثر بكثير جداً، وإلا فلماذا لم يثبتوا على مواقفهم.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى، كيف سمحوا لأنفسهم بدعم المظاهرات التى انبثقت عن تنظيم رجال الأعمال السرى لضرب مظاهرات شباب مصر فى التحرير فى صورة بشعة، أساءت للنظام.. وقد تظهر الأيام تورط بعض هؤلاء ممن كنا نظن أنهم نجوم من مصر فى حشد قيادات جماهيرية معروف أنها تتقاضى مقابلاً مادياً كمحترفين، ولن أقول مرتزقة للهتاف هنا.. وهناك!
مشاركة المعلم شحاتة الذى تعامل مع منتخب مصر الوطنى على أنه منتخب صاحبه هو الرئيس مبارك، مع أن الرئيس لم يدع هذا!
لكن المشهد الرئاسى والصور مع مبارك ونجليه كانت تكفى لحصد المزيد من العطايا، ووجود فرص متعاظمة للعمل فى مجال الكرة مع ضمان عدم الحساب، بل تعدى الأمر كل هذا لأن يصبح نجل «المعلم» الكابتن كريم نجماً إعلامياً فى أكثر من قناة وراديو، يفوز بأخبار «المنتخب الخاص» ليبيعها بعقود يصل أقلها لـ30 ألف جنيه فى الشهر، تصعد فى برامج أخرى لـ 60 ألفاً!
إنها فكرة التوريث والسيطرة والنفوذ، وإلا فلماذا لم يذهب المعلم شحاتة الذى يعرف جيداً أن غياب صورة الرئيس عن الساحة، ستعرضه للمساءلة مثله مثل أى مدير فنى آخر فيما لو أخفق فى تحقيق أحلامنا الكروية التى ينفق عليها من ملايين الغلابة أهل «شباب التحرير»..المعلم يدرب ويعمل فى مجال التأمين والتجارة.. والشطارة وكله ماشى لا يتلقى تعليمات من أى أحد، لكنه ومعه مساعده شوقى غريب، يخرجان لسانيهما للجميع عقب أى هزيمة، ويؤكدان استمرارهما وتبريراتهما لا تنتهى..
لا المشهد الرئاسى يضمن لها عدم الأقتراب أو التغيير لا بالنسبة لشخصيهما.. ولا لمن يختاروهما من نجوم حسب الحب والكره!
المعلم ونجله كريم لو كانا ينويان رد الجميل للمشهد الرئاسى، لخرجا فوراً صوب ميدان التحرير للتحاور مع الشباب، ورفع مطالبهم للرئيس مثلاً.. إنما كان الأسهل أن ينضما فوراً لمظاهرات أصحاب الملايين «أصدقاء المعلم» للدفاع عن مصالحه وبقائه.. وقسموا البلد حول أعز ما يملك كروياً ألا وهو منتخبه الكروى!
لم يكتف المعلم بهذا، لكنه اختار أيضاً الظهور ومعه نفر من نجوم اللعبة مثل شيكابالا.. ليتحدث عام 2011 عن الزعيم، ناسيا أن الشباب يطلبون انتهاء هذه اللغة لتبدأ لغة معيار الكفاءة، لكن كلمة «كفاءة» فى حد ذاتها ضد رغبات المعلم ونجله فى البقاء الدائم أو الموت الزؤام!
أما التوأم حسن أو العميد حسام حسن فنسى والنسيان نعمة، أنه كان يصرخ من الظلم والمحسوبية وأهل الحظوة والثقة.. وجرى يهدد وشقيقه من يقابلانهما بالوعيد والثبور وكل الأمور.. ببساطة لأن فكرة الاهتمام بالعلم والتسلح به صعبة عليهما.. فهل سافر حسام للحصول على دورات تدريبية؟!
وهل يستطيع كائن من كان فى مجال الكرة لو بقى الرئيس مبارك ونجله فى الصورة كما كانا، يستطيع سؤاله عن رخصة تدريب تستلزم الحصول على دورات ودراسات تحتاج وقتا وسفرا ومذاكرة واطلاعا.. طبعاً لأ.
لهذا لم يكلفا نفسيهما حتى الاجتهاد والذهاب إلى حيث شباب مصر يطالبون ببعض حقوقهم فى غد تستحقه مصر بمبارك أو بدونه. أما الثعلب الزملكاوى حازم إمام، فلا شك أنه أيضاً ابن دائرة المصالح الكروية التى تبدأ بأونكل ممدوح، والعمل فى كل المحطات، وعدم ترك فرصة لأحد.. فكيف يترك نجل حمادة إمام فرصة لغيره؟!
هو عضو مجلس.. ومحلل فى محطات منافسة لا أدرى كيف؟
الثعلب دمه خفيف على أصحاب البلد.. فلماذا لا يجرى دفاعاً عن مصالحه، ويزيد من الحنق على صورة الرئيس أمام الشباب؟!
أما قائد المسيرة الكابتن سمير زاهر فهو الراعى الرسمى للفساد الكروى ولا يسأل لأن نفس المشهد الرئاسى يحميه دائماً.. فهو لا يعمل فى أى مجال للأعمال، ولا يملك مصانع ولا توكيلات.. ولا شركات ولا أى منتج اقتصادى، اللهم إلا مكتبا مكتوبا عليه «M6» فى عمارات العبور، وتحديداً العمارة رقم (1).. ويطلق عليه رجل الأعمال سمير زاهر ونجله حمادة المعروفة قصص شراكته لكل من يسوق كرة القدم والمنتخب وجولاته وودياته.. إذن فالمشهد الرئاسى مع مبارك أو نجله مهم جداً بقاؤه.. لأن التوريث لغة يجيدها زاهر ورجال الأعمال ينعمون بوجود زيارات دورية لنجوم مصر لشركاتهم ومصانعهم بأقل التكاليف وأبخس الأسعار.. ويكفى أن تسويق ما يسمى بكواليس المنتخب المصرى التى يجب أن تكون حقاً لكل مصرى، تباع بملايين لشركاء سريين، ولا يتم قبض الثمن البخس.. كواليس منتخب مصر بمليون جنيه بس؟!
دائرة فساد يحمى بعضها البعض فى صورة تجعل من يقترب للإصلاح يجرى مذعوراً، خشية جبروت نجوم الفساد الكروى وسطوة علاقاتهم، تلك الدائرة لا يهمها إلا التخفى وراء المشهد الرئاسى، فلم يؤخذ ضدهم أى أفعال.. ولا حتى ردود أفعال عندما أهانوا مصر فى الإمارات طبعاً فاكرين «العلبة فيها إيه».. وغيرها وغيرها، بل إن قائد الفرقة زاهر كانت أوراقه غير مكتملة الأركان للترشح لرئاسة الجبلاية، لكن فسادالمجلس القومى فوت الفرصة وتركه يقود الكرة المصرية.. وكله وراء خلفية المشهد الرئاسى الذى لا يهم هؤلاء كثيراً، فهم يرتبطون ارتباطاً عنقودياً برجال أعمال يصعدون معاً سلم المصالح بدءا من قاعدة هرم المصالح يا صالح إلى قمته!
هذا عن النجوم الذين أزعجتهم مطالبة الشباب بالحق فى الحياة ولو حول المنتجعات التى يقيمون فيها فى شقق شعبية حتى، فتركوهم وتوجهوا صوب مظاهرة «البيزنس» ورعاتها الرسميين!
أما السؤال المدهش فهو لماذا لم يذهب أبوتريكة «القديس» لمقابلة شباب التحرير؟
وباقى السؤال لماذا لم يذهب أيضاً السيدان خربوش وصقر مسؤولا الشباب والرياضة فى المحروسة!
الإجابة كما تأتى فى برامج البسطاء من أبناء مصر هى: بسم الله الرحمن الرحيم.. ليه «القديس» يروح فى الزحام ويزعل منه جمال مبارك.. ولا الشباب النبيل يوجه له أسئلة عن الظلم وعدم وجود فرصة لحياة كريمة، فيضطر للإجابة بالحقيقة التى ستكون أمر من المرارة.. أو يصمت فيفقد جماهيريته التى يدفع ثمنها هؤلاء الشباب.. وكيف يواجه بعدها المعلم شحاتة والكابتن زاهر وجمال مبارك؟! القديس وجد الأفضل أن يبتعد مع تقديم عذر فى مرحلة أخرى إن طلب منه!
أما خربوش وصقر فقالا كلماتهما.. فلا الأول يعرف شيئاً عن الشباب.. ولا الثانى تهمه الرياضة.. الأول يترك مراكز الشباب نهبا لأفكار السيد عز وسنينه وشوية المنتفعين، والثانى يترك أمثال زاهر وآخرين فى الاتحادات رغم خراب فلوس المحروسة.. وكله مايفرقش كتير مادام المشهد الرئاسى أو خلفية الفاسدين هى صورة مع الرئيس ونجله وعز!
تركوا الشباب وأحلامهم لـ«التكسير» سواء تكسير الطموح.. أو تكسير العظام.. فمن مولوا هذه الضربة.. هم أو بعضهم من مول المظاهرات «البرايفت» التى تطلبت وجود «رعاة» «سيونسرز» يعنى.. تركوا الشباب.. ومسكوا العصا من النصف أو المنتصف مش هاتفرق كتير!
لكن يجب أن يعرفوا أن الحياة فى مصر تغيرت، وأن معيار الكفاءة سيكون حاضراً.. وأن وقتهم انتهى.. ووقت الطموح لا يسمح له بلقائهم.. كما أنهم ناكرون للجميل، فلم يقاوموا تحت راية أصحاب الفضل عليهم كثيراً وينتظرون الآن أن ينسى الشباب مواقفهم، لكن يجب أن يعلموا أن ذاكرة المستقبل لا تقبل أى فيروس فساد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة