لو أن ذيول النظام السابق تؤمن بأن عجلة التاريخ لن تعود للوراء، وأن وما حدث منذ 25 يناير حتى اليوم أنهى بالفعل حقبه سوداء من تاريخ مصر، ولو أن بلطجية الحزب الوطنى ومن يدعمهم من بعض القيادات الأمنية تسلم بأن محاولتهم البائسة بتحريك ثورة مضادة تنال من ثورة 25 يناير أصبحت من رابع المستحيلات، فنحن على يقين بأن كل محاولات هذه الشرذمة لضرب الثورة سيكون مصيرها الفشل. فالثورة التى يحميها جيش عظيم مثل الجيش المصرى لا يمكن أن ينال منها أحد، فهى ثورة محصنة.. شعب يؤمن بأنه خرج لينتصر، وجيش جاء لحماية هذا الانتصار.
هذه هى الصورة الآن فى مصر المحروسة.. شعب قام بثورة. وجيش خرج ليحميها، ولن يتراجع عن تحقيق أهدافها العظيمة، وسيقف هذا الجيش بالمرصاد لكل من يحاول أن يشوه هذه اللوحة الجميلة التى رسمت بدماء الشهداء، ولن يتردد الجيش ومعه الشعب فى ملاحقة فلول النظام السابق الذى يحاول أن يفرض قانون الغاب بهدف تصدير نظرية أن الثورة حولت البلاد للفوضى، وهذه النظرية يدعمها بعض قيادات الشرطة الشاردة للنيل من استقرار مصر.
وما تم تسريبه على «اليوتيوب» للواء مجدى نبوى أبوقمر، مدير أمن البحيرة السابق، من كلام أحمق، يؤكد أن هناك بعضا من قيادات الداخلية تحاول إثارة الفتنة، فاللواء أبو قمر، وكما شاهدنا جميعا، يحرض ضباطه على ضرب الشعب، وقال بالحرف الواحد: «اللى يمد إيده على سيده لازم ينضرب بالجزمة وتتقطع إيده، وإحنا أسيادهم».
كلام اللواء نبوى الذى أقيل من منصبه كمدير لأمن البحيرة، هو جزء من مصطلحات الثورة المضادة التى تسعى لإجهاض الثورة البيضاء. الغريب أن هذه المليشيات بدأت فى إثارة الفتنة بين الشعب والجيش من خلال زرع بعض عناصرها للاحتكاك ببعض ضباط الجيش، منتحلين صفة الثوار، ولكن قيادات الجيش وجموع الشعب فطنوا إلى هذه المؤامرة، وبدأ التعامل مع هذه الشرذمة بكل حسم، وظهر ذلك مع الأحكام العسكرية الرادعة ضد بعض أمناء الشرطة المفصولين الذين حاولوا إشعال النار فى وزارة الداخلية، وأحرقوا عددا من سيارات المواطنين، وهى رسالة لكل من يحاول إثارة الشغب والبلبلة بهدف ضرب مكتسبات ثورة 25 يناير العظيمة.
لقد رحل مبارك ونظامه، ولن يعود هو وحزبه الوطنى، ولن تفلح أى محاولة من ذيوله، ودعوتنا لهم أن يعودوا إلى رشدهم حتى لا يهدر شعب مصر الثائر دماءهم، ولن ينفعهم مبارك المتنحى ولا حزبه المتحلل، ولن تعود عقارب الساعة إلى ما قبل 25 يناير، وسيحرق الثوار كل من يحاول الاقتراب من إنجازات هذه الثورة العظيمة، وسيقف جيش مصر حارسا للثوار، ولن يعود إلى ثكناته إلا بعد أن تحقق الثورة كل أهدافها.
وبالرغم من إيمانى الكامل بقدرة هذا الشعب، ومعه هذا الجيش العملاق فى التصدى لكل محاولات ذيول نظام مبارك، فإننى أخشى أن يتم استنزاف طاقتنا إلى معارك جانبية، ونترك المعارك الكبرى المتمثلة فى بناء اقتصاد قوى لمصر، وإقامة نظام سياسى ديمقراطى، ولهذا أدعو الجميع إلى الوقوف خلف الجيش والقضاء لحماية ثورتنا الخالدة، فكلاهما حصن الأمان الحقيقى لحياة أفضل للشعب المصرى العظيم. > >
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة