عبده زكى

إقصاء الشعب

الإثنين، 14 مارس 2011 01:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن تحسنا فى النظرة إلى المصريين باعتبارهم يدركون مصلحتهم لم يحدث بعد الثورة، ولا أدل على ذلك من حالة الجدل والنقاش التى يثيرها قلة من مختلف التيارات السياسية والأيديولوجية فى البلد، وكأنهم فقط هم من يملكون الحكمة وحسن التفكير.

منذ الإعلان عن موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية ثارت حالة من الجدل الصفوى.. جدل لا مبرر له فنجد الإخوان يدفعون الناس إلى الموافقة على التعديلات ونجد اليسار يطلبون رفضها وما بين هذا وذاك يظهر فريق يطالب بترك الأمر للناس كى يقرروا ما يعتقدون أنه الأصوب.

الاتجاه الثالث- أيها المنظرون - هو ما يجب أن يطغى على الساحة لأن الشعب أذكى من الإخوان ومن الشيوعيين.. أليس هو من أشعل الثورة وكان أصغر شاب فيه حين يتحدث إلى وسائل الإعلام يظهر وكأنه ملم ربما أكثر من كثير من أهل التنظير.

وعلى ذلك لا يجب ولا يحق لأى من كان أن يوجه الرأى العام يمينا أو يسارا خاصة بعد أن ثبت فشل أتباع اليمين وأتباع اليسار فى تحريك الشارع عبر عشرات السنين، وليعلم الجميع أن الشعب ما عاد يثق فى هؤلاء ولا هؤلاء.

كان على المنظرين الذين قالوا إنهم عانوا من الإقصاء فى عهد النظام السابق ألا يسعوا إلى إقصاء شعب مصر بأكمله.. كان عليهم أن يتركوه يقرر ما يشاء وألا ينصبوا من أنفسهم ولاة أمر عليه، فقد ولى هذا الزمان ولن يعود والشعب وحده سيقرر ما يشاء.. دعوه يا من تعتقدون أنكم تملكون الحكمة يجرب فيخطئ ثم يتلاشى أخطاءه فى المستقبل، لأن ذلك هو المفهوم السليم للديمقراطية.. أليس كذلك؟

إلى هؤلاء وهؤلاء.. عليكم أن تدركوا أنكم مجرد أفراد فى مجتمع كثير منكم له أهداف ومآرب- دعونا لنتفق على ذلك- وبالتالى لا يحق لكم أن تخرجوا على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد لتأمروا الشعب وتوجهوه وفق أيديولجياتكم، ولتعلموا أن الشعب المصرى لا يعترف بكم بعد لأن خذلتموه سنوات طويلة تبارزتم فيها مع النظام ومع بعضكم بكلمات جوفاء، كثيرون لا يفهمون معناها.

فى تصورى أنا أن الديمقراطية لن تسود حياتنا إلا بحرية التعبير والاختيار.. إلا بالأخطاء والاستفادة منها.. وفى تصورى أيضا أن زمن الوصاية ولى وفات وأن الشعب لا يريد منظرين.. عليكم جميعا أن تصمتوا وتتركوا المصريين يقررون ما يشاءون.

أنا أطالبكم ألا تنطقوا بكلمة واحدة، فلا ثقة فيكم ولا أنتم أهلها.. اتركوا الشعب العظيم يحدد ما يريد، أليست هذه هى الديمقراطية التى تفتقدونها فى أوساطكم.. لا تنصبوا أنفسكم أولياء علينا، لأننا لن نسمح لكم وسنطيح بكم جميعا، كما اطحنا نحن المصريين بأكبر نظام ديكتاتورى عرفته البشرية يوم كنتم أنتم فى مقراتكم ودكاكينكم تعقدون الصفقات مع أمن الدولة وتتاجرون بالشعارات.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة