سحر طلعت

13 ساعة حرية

السبت، 19 مارس 2011 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
13 ساعة، إجمالى التوقيت الزمنى الذى شهدت فيه مصر بداية من تمام الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، ولأول مرة، وفى سابقة هى الأولى من نوعها، استفتاء شعبى نظيف نزيه منظم على الإطلاق، تصويت على التعديلات الدستورية، حيث توجهت جموع الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته، متهافتا وملتفا بقوة وفرحة من خلال طوابير الإدلاء بالأصوات، طوابير، وزحام شديد، أكدت أن مصر عبرت وبنجاح أزمتها، بفضل شبابها ورجالها ونسائها أيضا.

قد تتفق أو تختلف معى فى الرأى، قد تؤيد بشدة "نعم" للتعديلات، أو تعلنها بقوة "لا" للتعديلات الدستورية، إلا أنك بالطبع سعيد مثلى بما يحدث اليوم فى مصر، فكما الأعياد انطلق الجميع شباب وفتيات رجال وسيدات إلى مقار اللجان الانتخابية، للإدلاء بأصواتهم التى أيقنوا أنها بعد الحراك السياسى الذى شهدته مصر مؤخراً سيصبح لها ثمن وثقل، وقيمة أيضا، فصوتك أمانة لا تبخل به، وصوتك أيضا قوة لا يستهان بها.

دقت الساعة الثامنة صباحاً، وكأنه عيد للحرية، أو كرنفال فى حب مصر، التى خرج أبناؤها للإعلان بشكل ديمقراطى راق عن آرائهم، فلا مشاحنات أو ضغائن، لا مسلم أو مسيحى، فالكل فى طابور واحد يمسك ببطاقة إبداء الرأى ليعلن رأيه بمنتهى الحيادية والتحضر.

هنا فى ساعات الحرية تلك، لن تجد أية مخالفات أو مناوشات، فقد اختفت كل السلبيات المتعارف عليها فجأة، وتحولت إلى حلول فورية لإنهاء كل المعوقات التى قد تواجه سواء المواطنين أو رؤساء الهيئات القضائية، فمنذ دخولك عزيزى المواطن إلى مقر لجنتك الانتخابية ومعك بطاقة رقمك القومى وحتى اختبائك خلف ستارة للإدلاء بصوتك، وحتى خروجك، وقد تزين أحد أصابعك بعلامة الحبر الفسفورى، وأنت فى أمان فى حماية القوات المسلحة، والشرطة اللذان ضمنا تصويتا نزيها، وتسهيلات غير مسبوقة، من إمداد اللجان بصناديق اقتراع فارغة بدلا عن التى امتلأت، وإرسال قضاى احتياطيين لبعض اللجان البعيدة، وتزويدهم بكافة الأدوات من بطاقات إبداء الرأى والأحبار الفسفورية.

الراحة والابتسامة التى علت الوجوه منحت أولى التجارب الانتخابات بعد ثورة 25 يناير الدرجة النهائية فى التفاعل، والمرتبة الأولى فى المشاركة الحقيقية التى ساهم بها المواطنون.

عزيزى المواطن، بعد أن أديت وبحق لأول مرة واجبك الذى كفله لك الدستور، والذى تأكدت أنه سيؤتى ثماره، أهنئك لكونك مصريا خالصا تعلمت من ثورة 25 أن تكون إيجابياَ، متحضراًَ، لا صامتاً أو فوضوياً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة