لم أتصور أن مطالبة جماعة الإخوان بالانتقال من كونها تنظيماً شبه سرى إلى مؤسسة علنية سوف يثير كل هذا الرفض من قراء أعزاء، فالطبيعى والبديهى هو أن نناصر جميعاً الشفافية، وهى المطلب العزيز الذى كنا جميعاً ومعنا جماعة الإخوان نطالب به النظام السابق، فلماذا نطالب خصومنا بالشفافية والديمقراطية ونرفض أن نطبقها على أنفسنا، أليست هذه ازدواجية مقيتة، أليس هذا كذب سياسى؟!
ثم إن مطالبة الإخوان بأن يعلنوا للمجتمع بشكل دورى مصادر أموالهم وأوجه إنفاقها، وأن يخضعوا لرقابة المجتمع ومؤسساته، لا يجب أن تجعل قراء أعزاء يخلطون بين الإسلام والجماعة، فالجماعة ليست هى أو غيرها الإسلام، فهم مجموعة من البشر لهم أفكار سياسية وغير سياسية، يمكن نقدها، بل والتصدى لها دون أن يكون للدين علاقة ذلك، فالجماعة وأعضاؤها يقولون ليل نهار إنهم لا يحتكرون التحدث باسم الإسلام، فلماذا يغضبون هم ومناصروهم عند أى انتقاد ويقحمون الدين فى الأمر، رغم أنهم مثلى ومثلك يقولون آراء قابلة للأخذ والرد مثل غيرهم.
ثم إنه لا يوجد فى بلدنا من هو على رأسه ريشة حتى نميزه عن غيره، وليس معنى أن جماعة الإخوان وغيرها من التيارات الدينية تستند إلى مقولات إسلامية أن تكون فوق النقد، بل ولا يجب ألا تكون فوق الرقابة من المجتمع ومؤسساته، لأنها لو فعلت وخوفتنا باسم الدين، فستكون أكثر استبداداً من النظام السابق، وليس منطقياً أن نزيح استبداداً لنأتى بمن هو أشد منه استبداداً.
الشفافية ليست مطلوبة من الإخوان وحدهم، لكنها مطلوبة أيضاً من الأفراد الذين لهم علاقة بالعمل العام، ومطلوبة من مؤسسات المجتمع، مثل المؤسسات الدينية، الكنيسة منها مثلما قال قراء أعزاء أمس، والأحزاب والجمعيات وغيرها وغيرها. فلا يجب أن يكون أحد من كان بعد ثورة اللوتس فوق النقد والمساءلة من عموم المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة