شهادة وفاة لكنها بتاريخ مختلف، إنه تاريخ يوم جمعة الغضب الذى غيّر وجه المستقبل فى مصر، والذى شهد وفاة إبراهيم أحمد عبدالمجيد، 60 سنة، كما شهد وفاة العديد من شهداء ثورة 25 يناير فى مختلف محافظات الجمهورية، لكن «إبراهيم» توفى بسبب مختلف، ولكنه يعتبر من أهم أسباب الثورة، فهو المصاب بالفيروس الوبائى سى، أحد إنجازات عصر الرئيس السابق مبارك.
جاءت وفاة إبراهيم فى طرقات مستشفى قصر العينى بعد 10 سنوات من محاربة الفيروس الكبدى الوبائى «سى» الذى فاز بالمعركة النهائية، متحديا كل أنواع العقاقير والأدوية التى كان يداوم على تناولها هذا المواطن يوميا حتى يوم انطلاق ثورة 25 يناير، حيث توقف عن تناول العلاج متحديا المرض الذى أدخله فى غيبوبة كبدية نقل على أثرها إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى قصر العينى، الذى شخص أطباؤه الحالة بأنها نزيف فى المرىء بسبب غيبوبة كبدية، مما تطلب نقله إلى غرفة العناية المركزة بوحدة شريف مختار التابعة لقصر العينى.
ظل إبراهيم على مدار ثلاثة أيام هى الأهم فى تاريخ مصر بين الإفاقة والغيبوبة على سرير العناية المركزة، وهو يتمنى البقاء في الحياة حتى يرى نتيجة الثورة التى كان يتابعها كلما أفاق من الغيبوبة يسأل عنها ولكن حالته الحرجة التى كان يتابعها رئيس قسم الأمراض الباطنية حالت دون الاحتفال مع أهله بالثورة.
أكدت منى محمود السيد زوجة المتوفى أنه مريض منذ سنوات بهذا الفيروس اللعين، متحديا جميع أنواع الأدوية، قائلة إنه مع ظهور الأعراض عليه بدأ فى تلقى العلاج لسنوات، ولكن دون جدوى، حتى الإنترفيرون الذى يصفه كل المصابين بالفيروس سى بأنه العلاج السحرى للداء الكبدى، عجز عن تحسين حالة «إبراهيم».
وأضافت: يوم الثلاثاء الذى كان إجازة بسبب عيد الشرطة دخل زوجى فى غيبوبة مع منتصف اليوم، ولكن المظاهرات والأحداث الدامية لهذا اليوم عطلت وصول سيارة الإسعاف إلى منزلنا فى المنيب، فنقلنا زوجى عن طريق سيارة أحد الجيران إلى مستشفى قصر العينى، الذى كان الوصول إليه صعبا جدا بالتزامن مع إغلاق العديد من الشوارع والميدان، ولكن فى النهاية وصلنا إلى قسم الاستقبال??