نعم، العنوان صحيح، وهذه الرجاء أصبح أكثر إلحاحاً بعد ثورة 25 يناير، وإن كنت بالطبع لا أقصد كل الصحفيين والصحف، ولكنى أقصد نسبة ليست قليلة على كل حال، فقد تم انتهاك مروع للقواعد المهنية لهذه المهنة النبيلة، والتى تحمى المصادر، أى من يتم الكتابة عنهم، وتحمى حق القارئ فى معرفة معلومات موثقة، وآراء ليست محرفة أو مزيفة.
إذا تابعت ما يتم نشره، وبشكل خاص عن "العهد البائد" ورجاله، بل ونسائه، فربما يصيبك مثلى الهلع، لأنه تقريباً لا توجد معلومة منسوبة لأى مصدر من أى نوع، ولا يوجد حدث منسوب لأى من شهوده، ناهيك عما هو أفظع، وهو أن المعنى بالمعلومة أو الخبر أو الحدث، لا ذكر له على الإطلاق، وهذه هى أبسط الحقوق.
الأمر هنا لا يتعلق بأن تكون ضد نظام مبارك أو معه، ولا يتعلق بالتوجه السياسى أياً كان، ولكنه يتعلق بالأساس بحق الناس فى المعرفة الحقيقية، وليست المزورة والمحرفة، حتى لا تتخذ مواقف غير صحيحة مبنية على معلومات غير صحيحة.
ولذلك فحق المعرفة يصونه الدستور المصرى الذى تم تعطيله، وأظن أن الدستور القادم سيصونه، كما تحميه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
والبديهى والطبيعى أنه لا ديمقراطية بدون معرفة وبدون حق الحصول على المعلومات، ولكنها بالطبع المعلومات الموثقة وليست الكاذبة، للأسف الأمر لا يقف عند حدود المبالغات فى أرقام ووقائع بلا أى سند، ولكنه وصل فى بعض الصحف إلى اختلاق أحداث بلا أى دليل عليها، ووصل فى بعضها الآخر إلى درجة انتهاك الأعراض، بنشر الكثير والكثير من الحكايات، وكأنها من حكايات ألف ليلة وليلة، كلها مجهولة، لا نعرف مصدرها، لأن المؤكد أن الزملاء الذين كتبوا ويكتبون ذلك لم يكونوا فى غرف النوم.
أظن أننا جميعاَ مدعوون إلى تجنب هذه النوعية، ليس دفاعاً عن أحد، لكن دفاعاً عن أنفسنا حتى لا يضحكون علينا هم وغيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة