هناك لغز وسر كبير وراء عدم استجابة الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة - وهو بالمناسبة شقيق وزير الاتصالات السابق طارق كامل - للإرادة الطلابية بإقالة أو قبول استقالة الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام ورحيله عن الكلية.
الكل يريد تفسيرا للدفاع المستميت من رئيس الجامعة عن أحد رموز النظام السابق وعضو لجنة السياسات وأحد الكتبة الذين كانوا يدافعون بشراسة عن سياسات الحزب الوطنى وفساده إلى الحد الذى وصفه الطلاب بمندوب الحزب الوطنى فى كلية الإعلام.
اللغز يكبر يوما بعد يوم فى ظل تمسك رئيس جامعة القاهرة بعميد أمن الإعلام الذى سب شباب الثورة ودافع عن أسوأ انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر السياسى واعتبرها نموذجا للديمقراطية ومارس عبقريته الإعلانية والتسويقية فى الترويج للحزب الذى ينتمى له وديباجة المقالات المنافقة للتقرب من عائلة مبارك ونجح فى الوصول إلى عدة مناصب حزبية فى الحزب الفاسد ثم تم تعيينه فى مجلس الشورى.
كل هذا الإصرار من رئيس الجامعة ليس له تفسير أو مبرر إلا إذا كان فى الأمر "إن" وأخواتها أو أن العميد لديه ما يجعل الرئيس يتمسك به ويدافع عنه حتى لو اعتصم وتظاهر مليون طالب فى ميدان التحرير وليس أمام كلية الإعلام وهو ما يزيد الأمر غموضا وريبة.
هل رحيل الدكتور سامى عبد العزيز عن كلية الإعلام وهو المطلب الطلابى للغالبية العظمى لطلبة كلية الإعلام وأساتذتها بالصعوبة والاستحالة التى تفوق قدرة ثورة يناير على إجبار مبارك على الرحيل.. سؤال يثير الشك فى محاولات الالتفاف حول الثورة من فلول النظام السابق وأعضاء لجنة سياسته سواء فى الجامعات أو الشركات أو الوزارات والهيئات الحكومية والتى تتطلب رد حاسم وواضح من الجهات المسئولة لأن إرادة الطلاب الآن هى الإرادة الحاكمة وهى امتداد لإرادة ثورة يناير التى أطاحت بالنظام السابق ورموزا إلا قليلا من أمثال الدكتور العميد سامى عبد العزيز.
إننى أضم صوتى بصفتى أحد خريجى هذه الكلية العريقة إلى صوت الطلاب المطالبين برحيل أحد رموز النظام السابق فى كلية الإعلام وأدعو أصدقائى وزملائى من خريجى الكلية بالتضامن مع الطلاب المعتصمين حتى رحيل عميد الإعلام.