«اللحظة السعيدة فى حياتى بأى مقياس، لم تكن الحصول على جائزة نوبل، أو أى جائزة أخرى، بل إننى عشت وعاصرت ثورة 25 يناير فى القاهرة».
جمع العالم المصرى الدكتور أحمد زويل هذه الكلمات المعبرة، فى خطابه فى احتفال استلام جائزة عالمية جديدة، وهى ميدالية بريستلى، والتى تمنحها له الجمعية الأمريكية للكيمياء عن أبحاثه التى أجراها فى مرحلة ما بعد نوبل.
وتجدد هذه الجائزة سؤال، ما هو مصير مشروعه العلمى الذى تقدم به شخصيا إلى الرئيس السابق حسنى مبارك، أثناء الاحتفال به بمناسبة فوزه بجائزة نوبل فى أكتوبر عام 1999؟.
ورغم أن الإعلامى أحمد المسلمانى مستشار زويل رد على ذلك بقوله: «المشروع العلمى لزويل قائم، وسيبدأ مع أى رئيس قادم لمصر، وإن الجهد العلمى من أحمد زويل نحو مصر لا يتعلق بأى دور سياسى له».
ومع ما يحدث فى مصر الآن بعد ثورة 25 يناير من فتح ملفات الفساد وغيرها، من المفيد إعادة فتح ملف المشروع العلمى لعالمنا الكبير، الذى تم إجهاضه من المسؤولين بحجج خبيثة وغير معلنة، منها الخوف من أن يكون المشروع مدخلا لطموح سياسى لزويل، كأن يكون رئيسا للجمهورية، رغم أن الرجل كان يؤكد أن مشروعه هو رد بعض الدين لبلاده.
كان المشروع كما شرح زويل فى لقاءات صحفية عديدة غير قابل للربح، ولا يخضع للقوانين البيروقراطية، وأن يكون التخطيط العلمى مسؤوليته الشخصية، و التقى زويل برئيس الوزراء وقتئذ الدكتور عاطف عبيد، ويكشف عن أنه كان فى لقائه واضحا فى الفكر والتنفيذ، ويضيف: «حضرت إلى مصر أكثر من مرة على نفقتى الخاصة، ولم يدفع لى أحد جنيها واحدا، وفى كل مرة كنت أحضر، كان يتم تأجيل البدء فى التنفيذ، وبعد فترة قرر رئيس الوزراء البدء، وتم تخصيص المكان، وتعاقدنا مع المهندسين، وفجأة تم إلغاء المشروع»، ويوضح زويل أسباب الإلغاء قائلا: «قالوا إن المبنى طلع أثرى، ثم قالوا سنعطيكم مكانا آخر، وفوجئنا أنه طابق فى مبنى، وطبعا هذا لا يليق»، ويضيف زويل: «رئيس الوزراء أحال الأمر إلى مجموعة وزارية، فوصله على ما يبدو تقرير يوصى بأنه لا داعى لهذا المشروع، ويجب التركيز فى هذا الجانب على الجامعات الخاصة، وبدأت المسألة تستهلك الوقت، وطبعا أنا ما عنديش وقت أضيعه، فرجل فى وضعى حياته محسوبة، فعندى جهدى العلمى».
ظل المشروع يطارد المسؤولين بين الحين والآخر، خاصة كلما كان زويل يحضر إلى مصر سنويا، وبعد أن تغيرت الأحوال الآن، هل يمكن فتح التحقيق حوله وإعادة الحياة إليه؟ > >
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة