سعيد شعيب

أكاذيب ديمقراطية

الأربعاء، 30 مارس 2011 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كأننا فى فترة الانتقال التى نعيشها، نعيد اختراع العجلة التى تم اختراعها منذ آلاف السنين، ثم نتفاخر بهذا الاكتشاف المذهل، وهو لا يثير سوى الضحك مصحوباً بالإشفاق، على شعب عظيم قررت الملايين منه أن تغير النظام الحاكم، وتفتح آفاق الحرية والعدل، والتى كان قد تم سدها بالضبة والمفتاح.

عظمة ثورة اللوتس، أنها لم تقع فى هذا الفخ، فخ إعادة اختراع العجلة، ولكن جوهرها النبيل كان يستند على أسس سبقنا إليها الكثير من شعوب العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، مستندة إلى تراث إنسانى امتد عبر الزمن، لينتهى إلى أفضل صيغ التعايش بين أبناء أى شعب، وهى بالضرورة التى تقود إلى التقدم والازدهار.

مع ذلك، فهناك من يصر على إعادة اختراع العجلة، مستنداً إلى يافطة مختلفة، ظناً منه أو منهم أنهم بذلك يقدمون جديداً، ولا أظن أنه كذلك، ولذلك انتشرت أكاذيب التى تتلحف بالديمقراطية، ومنها على سبيل المثال:

1- الدساتير فى كل البلاد التى سبقتنا إلى الديمقراطية من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ليست تعبيراً فقط عن إرادة الأغلبية، ولكنها تعبير عن صيانة حقوق كل المصريين، فى الحريات الفردية والعامة من الأغلبية والأقلية، ومن الشمال ومن اليمين، أى أن الدستور هو الإطار المشترك الجامع لكل أبناء الشعب على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية.

بصيغة أخرى الدستور يجب أن يتضمن هذه المشتركات، والتى من الصعب أن ترفضها أى أغلبية، بل فى الأغلب الأعم سترحب بها، لأن أغلبية اليوم قد تكون أقلية الغد، وليس من حق أى قوى سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أن تقرر انتهاك هذا الإطار الدستورى الجام عندما تتولى السلطة.

2- ناهيك عن أن الديمقراطية لا تعنى أبداً ديكتاتورية الأغلبية، ليس فقط لأنها من الممكن أن تكون أقلية فى المستقبل، ولكن أيضاً لأن حقوق هذه الأغلبية تقف عند عدم انتهاك حقوق الأقلية، وإلا أصبحت الديمقراطية عددية، مستندة إلى القوة العددية، وليس العدل، بمعنى أن من يملك العدد الأكبر من الأصوات فى صناديق الانتخاب، من حقه أن يتولى إدارة البلد، لكن ليس من حقه أن يفعل أى شىء، حتى لو كان ضد المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأعتقد أنها المشترك الإنسانى ليس فقط بين مختلف طوائف الشعب، بل وبين كل شعوب العالم.

3- فى هذه الحالة لا أظن أنه من المهم أن الغرق فى التوصيف، إذا كان هذا الطرح ليبرالى أو شورى أو إسلامى أو غيره، المهم هو أن نصل إليه، مثلما فعلت العديد من شعوب العالم، فهو منتج إنسانى وليس غربياً أو شرقياً، وأظن أنه الطريق الوحيد الذى يصون بلدنا وأحلامنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة