طبعاً من حق كل المصريين تأسيس أحزاب طالما أنها لا تقوم على أساس دينى كما ينص الدستور الحالى، ولكن ألا ترى أنه أمر غريب أن تقرر 18 طريقة صوفية تشكيل جمعية تأسيسية لجمع توكيلات لإنشاء حزب سياسى صوفى. وطبقاً لما نشرته جريدة المصرى اليوم فهذا المؤتمر كان برئاسة الشيخ محمد علاء أبو العزايم، وقال الشيخ نضال المغازى: "إن المشايخ لديهم رؤية لصياغة مستقبل مصر".
والطرق الصوفية كما هو معروف لم يكن لها أى علاقة بالسياسية طوال تاريخها، بل ويمكن القول إنها كانت الرصيد الخلفى للنظام الحاكم منذ عام 1954، أى فى العهود الثلاثة، جمال عبد الناصر والسادات ومبارك. ليس بشكل مباشر ولكن كان هناك حرص على استقطابها بشكل أو آخر، فهى كما كان يقول أكبر حزب سياسى مصر، إشارة إلى عددها الكبير الذى ربما يصل إلى أكثر من 15 مليون مواطن.
ربما كان النشاط السياسى الوحيد الذى مارسته هذه الطرق هو تأييدها للرئيس السابق حسنى مبارك، فقد صرح شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادى القصبى أثناء وضع حجر الأساس للمشيخة فى أكتوبر العام الماضى أن أبناء الطرق الصوفية يعتبرون جزءاً من هذا الوطن وجنوداً لخدمة الرئيس مبارك أصبح منارة وقلباً مفتوحاً لكل أبناء مصر.
لا أقصد إدانة فضيلة الشيخ، فتأييد مبارك أو معارضته حق لأى مصرى، ولكن ما قصدته أن هذه الطرق لم يكن لها أى نشاط سياسى على الإطلاق.. فماذا حدث؟!
أظن أنها حالة الفوضى التى نعيشها، فكل فئات المجتمع كانت مقموعة، وفجأة تم رفع الغطاء عنها، فيخرج هذا البخار بلا أى ضوابط من أى نوع، بما فيها حتى الضوابط القانونية، "فكل واحد عايز يعمل حاجه بيعملها".
وأتمنى من الله جل علاه ألا تمتد هذه الفوضى التى من الممكن ألا تكون خلاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة