سعيد شعيب

هنا بيروت المنقسمة

الإثنين، 18 أبريل 2011 12:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هنا بيروت المنقسمة قال السائق الذى أقلنى إلى مطار بيروت بغضب وغل: الشرطة ورئيسها منحازين لجماعة الحريرى، لكن الجيش محايد. كان ذلك رداً على سؤالى عن سبب انتشار الجيش اللبنانى فى كل مكان بالعاصمة الجميلة، والندرة الشديدة لقوات الشرطة التى تكاد لا تراها. عندما لونت صديقة سودانية أظافرها بلون يقترب من الطوبي، حذرها بعض اللبنانيين ضاحكين من أن هذا لون فصيل الميشيل عون من جماعة حزب الله(بالمناسبة لونه هو الأصفر)، بل إن هذا اللون ستجده منتشراً فى الضاحية الجنوبية التى يسكنها مناصرو هذا التيار.

وهذا فى مواجهة اللون الأزرق للفريق الذى يتزعمه سعد الحريري، ابن الشهيد رفيق الحريرى الذى تم اغتياله فى جريمة وحشية. لكن المفارقة أنه بجوار قبره المهيب تتجاور كنيسة رائعة الجمال ومسجد لا يقل عنها جمالاً. كان مؤتمر قوانين الإنترنت فى العالم العربى، نظمته جمعية إنماء اللبنانية ومؤسسة انترنيوز الأمريكية، فى بناية مهيبة فيها ثلاثة طوابق لجريدة النهار، وعلى واجهته صورة ضخمة وجميله للصحفى الشهيد سمير قصير الذى تم اغتياله.

وفى إحدى جلسات المؤتمر قال صحفى لبنانى بمرارة إن أغلب الصحافة اللبنانية، إما تمويل إيرانى أو سعودى، أو شركات تعمل على الأرض اللبنانية. إنه الانقسام الطائفى المروع، الذى سمح لقوى إقليمية أن يكون لها أدواتها فى البلد، وسمح أيضاً لأن تستقوى القوى المحلية بقوى خارجي، فالصراع طائفى من المستحيل حله، وهذا ما يفسر الفشل اللبنانى الذريع فى وجود صيغة ديمقراطية للتعايش.

ربما لو كان الصراع سياسياً لوصل هذا الشعب الرائع الارتكان بسهولة إلى هذه الصيغة. وربما يكون الأمل فى أن تتحول الشعارات التى شاهدتها فى ميدان إلى واقع، فقد طالب المعتصمون بإنهاء سيطرة رموز الطائفية، وطالبوا بالقضاء على الفقر والهجرة الاضطرارية لشعب اللبنانى من لبنان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة