كالعادة فى هذه الأيام، شن العديد من قراء اليوم السابع وغيرهم من المعلقين الرياضيين من أتباع النظام السابق، هجوما حادا على الثورة المصرية وشبابها وتناوبوا فى عزف أغنية "الفوضى الفوضى وأين الأمن" التى صدعونا بها ليلا ونهارا، ملوحين إلى أنه لولا الثورة لما استطاعت جماهير الزمالك أن تجتاح استاد القاهرة، وندبوا وصاحوا، وبكوا وتباكوا على أيام "الأمن والأمان"
بالطبع لم أفزع من هذه الاتهامات التى أصبحت معتادة من هؤلاء، فقد أصبح طبيعى جدا أن يحمل "بعضهم" شباب الثورة كل الكوارث التى تحدث فى مصر، لدرجة أنه إذا وقف أحد منهم فى الصباح ليحلق ذقنه بشفرة حلاقة رديئة وجرح نفسه فسيقول "آدى اللى بيجيلنا من الثورة" وإذا اشتكت عانس تخطت الخامسة أربعين من قلة الخطاب فستقول لنفسها "عشان يفرحوا بقى بتوع التحرير".
المحزن فى واقعة اجتياح جماهير الزمالك لاستاد القاهرة المخزية أنها جاءت فى أول مواجهة بين البلدين المحررين على أرض مصر، ولا أحد ينسى مدى الحفاوة التى قابل بها التوانسة فريق الزمالك باعتبارهم ممثلين للثورة المصرية، برغم أن مدرب الفريق حسام حسن وتابعه إبراهيم أبعد ما يكون عن ثورتنا البيضاء.
ليس الوقت وقت انتقام ولا تصفية حسابات مع أعداء الثورة لكن الله يشاء دائما أن يميز الخبيث من الطيب، ويثبت أن ثوار مصر أبعد ما يكون عن دعاوى الفوضى والهمجية، ففى ذات اليوم الذى أثبتت فيه لجنة تقصى حقائق الثورة المصرية أن سجون طرة والنطرون والمرج تم فتحهم عمدا لترويع الآمنين وتأمين المساجين حتى ينهشوا فى البيوت المصرية، هو ذات اليوم الذى نفذ فيه إبراهيم حسن خطته الدنيئة لاقتحام الجماهير أرض الملعب والاعتداء على لاعبى فريق الأفريقى التونسى والعقلاء من جماهير الزمالك، فإبراهيم حسن الذى كان يدافع عن مبارك حتى آخر لحظة، هو ذاته إبراهيم حسن الذى حرض جماهير الزمالك على النزول إلى أرض الملعب والاعتداء على لاعبى الأفريقي، وكأنهما هو وأخيه متخصصين فى تشويه صورة مصر، وإلصاق صفاتهم المذمومة بشعبها الطيب.
يشاء الله هذه المرة أن تكون فضيحة إبراهيم حسن مسجلة بالصوت والصورة، وأن تثبتها الزميلة رحاب حمدى فى اليوم السابع فى الخبر المنشور يوم الأحد، 20 مارس بعنوان "إبراهيم حسن يطالب جماهير الزمالك باقتحام الملعب بمباراة العودة أمام الأفريقى" حيث أبدى إبراهيم فى الخبر استياءه الشديد من نزول بعض جماهير الأفريقى أرضية الملعب أثناء المباراة التى جمعت الفريقين فى مباراة الذهاب، وتوجه بالنداء إلى جماهير الزمالك قائلا: أنا بقول لجماهير الزمالك أهوه أعملوا معاهم زى ما عملوا معانا وأحنا أكتر ومفيش حاجة اسمها ديمقراطية عشان تسمح بنزول الجماهير وتقول ديمقراطية، والجماهير المصرية كده لازم تنزل الملعب فى ماتش العودة.
لم يكتف إبراهيم حسن بهذا التحريض على العنف والإساءة لمصر قبل الإخوة التونسيين، بل أنكر فى تصريح تليفزيونى أنه قال هذا الكلام، واتهم اليوم السابع ومحررة الخبر بأشياء يعاقب عليها القانون، وهو ما رد عليه الزميل كمال محمود فى مداخلة مع البرنامج، وأثبتته الزميلة رحاب حمدى بنشر الفيديو الذى سجل كلام إبراهيم وها هو موجود على الموقع لكل من يريد أن يعرف من الكاذب ومن الصادق.
ليس بغريب على إبراهيم وحسام حسن حسن مثل هذه التصرفات الهمجية، فهذه هى عادته وقد مثلها فى مباراة الأهلى والزمالك الأخيرة حيث توجه إلى جماهير فريقه عقب انتهاء المباراة وطالبهم بالهجوم على جماهير الفريق الأحمر، ووقف أمام المدرجات البيضاء، وأشار بيديه صوب جماهير الأهلى، وطالب أنصار فريقه بالرد على الهتافات التى تعرض لها فقامت جماهير الزمالك بسب الأهلى وجماهيره.
مثال آخر أفدح وأكثر خذلانا ارتكبه إبراهيم حسن أثناء ثورة مصر، حيث قال فى مداخلة مع القناة الفضائية المصرى أنه وضع خطة للتخلص من شباب الثورة وفض اعتصام ميدان التحرير، وقال موجها حديثه للقيادة السياسية وقتها وللجماهير المناصرة له : لا يجب أن نخاف من منظمات حقوق الإنسان لأن بوش لم يخف من "حقوق الإنسان" لما ضرب العراق وفلسطين ولبنان، !! بل حرض الجيش على الثوار قائلا لقواته "مينفعش تقف محايد بقى لازم تتدخل فيه حاجة أسمها خطط" وقال عارضا خدماته " أنا عندى خطة وميهمناش لا من أمريكا ولا من تركيا خليهم فى حالهم عشان "الطقم" اللى قاعد فى التحرير اللى فيهم ناس متأجرين وبياخدوا خمسين جنيه ووجبة على حسب ما عرفت وبعدين بيشحنوا الموبايلات دى منين ده شواحن موبايلات زى بعضيها وبيجيبوا الأدوات اللى عندها منين" وكان الحل من وجهة نظر النابغة إبراهيم حسن هو أن "نعمل خطة محكمة" أحنا نحاصرهم ونقفل عليهم الميدان ولا حد يطلع ولا حد يخرج ميدخلهمش مية ولا أكل ولا شرب ولا دوا ويتقفل عليهم لحد ما يقولوا أحنا سلمنا.
المؤسف أن كل الجهل الذى "هلفط" به إبراهيم حسن وجد له عند مرتزقة الحزب الوطنى وبعض الجهلاء صدى كبيرا، وبالفعل حاصر العديد من البلطجية مداخل ومخارج ميدان التحرير، وأسروا فى هذه الأثناء المنتجة مارين خورى معتقدين إنها جاسوسة إسرائيلية، وكنا وقتها نهرب العيش والجبن إلى الميدان كما لو كنا "نهرب مخدرات" ولم يكتف مروج العنف والجهل بمثل هذه الدعوات فهاجم إبراهيم الدكتور محمد البرادعى قائلاً "إذا رأيته فى الشارع سأقتله.
هؤلاء هم رجال مبارك وزبانيته الذين يصرون على أن يثبتوا لنا كل يوم إنه يجب أن يتم تطهير البلاد منهم ومن أمثالهم الذين يحرضون على القتل والعنف ويسيئون إلى بلدنا الذى أصبح حديث العالم ويلطخون سمعته التى غسلها ثوار التحرير، يحرضون على القتل ثم ينكرون، يؤيدون مبارك ثم يتبرؤا منه يحرضون الجماهير على الهمجية ثم يشتمون من كشفهم وسجل عليهم مواقفهم المخزية، وهو ما يدل فعلا على أن مصر يجب أن تطهر من هؤلاء وتتبرأ من أفعالهم ليس لخطلهم السياسى، واستئجار نجوميتهم للمحاسيب، ولكن لإساءتهم إلى مصر وشعبها فى عصر لا مكان فيه للمطبلاتية ولا البلطجية.