سامح جويدة

فى رثاء "التوقيت الصيفى"

الأحد، 24 أبريل 2011 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لى صديق عزيز يعشق النوم لدرجة أن أبناءه كلما رأوه وهو مستيقظ قالوا (وحشتنا أوى يا بابا) ..فالرجل يصر على النوم عشر ساعات يوميا، ويعمل 8 ساعات و يقضى ساعة فى الحمام (على فترات) و3 ساعات فى الشارع، من الشغل للبيت و من البيت للشغل،.. (بح خلص راح اليوم، اقلب لبعده).. وسبب معزة صديقى ليست فى كونه صديقى، بل كان صديقى فى الجامعة، أما بعد الزواج فحتى أبنائه لا يرونه، فلماذا أراه أنا إلا فى (سبوع) أحد أطفاله وآخرهم من 5 سنوات تقريبا.. لذلك هى فرصة جيدة لأن أقول له ( وحشتنى أوى يا أبو حميد نفسى تصحى ساعتين أشوفك فيهم).. أحمد يقول إن النوم يعطيه الصحة.. و أنا معه فى ذلك (بس هيعمل بالصحة إيه وهو نائم أغلب الوقت)

على أى حال معظمنا اعتاد على النوم لثمانى ساعات فى اليوم، يعنى ثلث عمره، فلو كان عمرك 60 سنة فقد نمت منها 20 سنة على أقل تقدير.. و لو كنت من المتعلمين الجامعيين وعملت بوظيفة مستدامة، فهذا يستغرق من عمرك 20 سنة أخرى، لأن متوسط ساعات الدراسة أو العمل هو 8 ساعات يوميا. ومع استمرار الزحام فى الشوارع، فأنت فى المتوسط تقضى ثلاث ساعات فى السيارة فى الطريق من العمل إو إليه و هذا يعنى حوالى سبع سنوات ونصف السنة، ولو افترضنا أن حضرتك بتدخل الحمام ساعة متقطعة لمختلف الشئون، فهذا يعنى سنتين ونصف السنة من الستين عاما... و بذلك تكون النتيجة 50 عاما.. تبقى لك عشر سنوات من عمرك الستينى.. تخسر نصفها فى مرحلة الطفولة واللاوعى ويبقى معك خمس سنوات.. مشكلة أحمد أنه نام الخمس سنوات كمان..لذلك نادرا ما نراه ...

أنا شخصيا أكره النوم، وفى حالة حرب مستمرة للتغلب عليه وعلى عقارب الساعة، التى نادرا ما تمضى ربع ساعة بدون أن ألمحها،.. أعتقد أن خمس أو ست ساعات تكفينى، اعتدت على ذلك، ولكن هناك دائما يوم (يسقط) كل فترة فأنام فيه كالقتيل.. على أى حال قد أكون أنا الخسران وألعب على مكاسب قريبة.. ولهذا السبب بالتحديد أنا من الفصائل المحبة للصيف أحب نهاره الطويل ونوره القوى، فأنا من عشاق التوقيت الصيفى الله يرحمه.. هذه الساعة الجميلة التى تزيد فى يومنا وتجعل الثامنة مساءً محملة بالضوء.. فتجد نفسك مبتهجا ولو بالخديعة وتعتقد أن يومك طويل ولو كان "مسروق"، حزنت بطفولة حينما ألغى التوقيت الصيفى (يعنى سبتوا كل حاجة وجت على ده) و تمنيت أن أدعوكم لعمل مظاهرة سلمية يوم 31 أبريل للمطالبة ببقاء التوقيت الصيفى ولكن اكتشفت أن 31 أبريل ملغى من زمان ولا أعرف لماذا انقلبوا على التوقيت الصيفى فجأة واعتبروه من أعوان الرئيس الراحل؟، رغم أنه غالبا لم يكن يشعر بالتوقيت الصيفى أو التوقيت الشتوى لأنه فى مباحثات دائمة مع كافة بلاد العالم إلا مصر، سأفتقد التوقيت الصيفى، يا جماعة سأفتقد أن أعود من عملى فى النور بدلا من هذا الظلام الكئيب الذى يقتل يومنا بمجرد الخروج من العمل فتشعر أنك تخسر عمرك كل يوم مهما أنجزت.. هناك الكثير من علماء البيئة يؤكدون أن التوقيت الصيفى أفضل بكثير فى توفير الطاقة وعدم استخدام الإضاءة الكهربائية، وبعض الأطباء يؤكدون أن التوقيت الصيفى يعطى نشاطا إضافيا لزيادة مدة التعامل مع الضوء الطبيعى، كما أنه، وبلا شك، أفضل من النواحى الأمنية أن يزيد النهار ساعة، بدلا من هذا الظلام الكئيب.. الغريب أن العديد من دول العالم مازالت تستخدم التوقيت الصيفى وتستمتع بهذا التغيير (مش عيب يعنى ولا ذلة) كنت أريد لأطفالنا أن يستمتعوا بتلك الساعة الحالمة التى مضت ولن تعود كالكثير من الأشياء الجميلة التى فقدناها بقصد أبو بغير قصد.. والله أنا بجد متضايق، رغم أن الموضوع يبدو للكثيرين "أهبل".. فلو حضرتك من المتعاطفين مع التوقيت الصيفى وتمتعت بتلك الساعة المنورة و لك معها ذكريات جميلة، فأرجوك أعلن عن ذلك ولا تتركه يرحل فى ثوب المجرمين و بلا رثاء...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة