بدون شك أن الأستاذ عبد الستار قاسم محق تماماً فى مقالته التى جاءتنى على الميل، فالرجل يتساءل بمرارة عن أسباب خذلان البحرين، من قبل أنظمة حكم ووسائل إعلام، بل والشعوب العربية، فكثيرون تحمسوا ودعموا ثورة تونس ومصر، ولم يقل الدعم للثورة الليبية، بل كان دعماً مادياً ومعنوياً، وسائل الإعلام بلا استثناء ساندت الثوار، بل واتخذت الجامعة العربية قراراً نادراً ضد حاكم حالى بكل وضوح وحسم، ودعمت تدخل حلف الناتو لحماية المدنيين بفرض حظر جوى، ربما يوقف جنود القذافى وأولاده.
حتى اليمن وهى دولة يمكنك أن تعتبرها خليجية من زاوية الجغرافيا وليس المال والبترول، ساندتها وسائل إعلام عربية وتصريحات من أنظمة حكم عربية وغربية تطالب على الأقل بعدم الاعتداء على المتظاهرين، ومؤخراً مالت إلى كفة الثوار، بل واجتهدت دول الخليج فى أن تتقدم بمبادرة لحل الأزمة بين الرئيس على عبد الله صالح وبين الثوار.
لكن فى البحرين كان الوضع مختلفا تماماً، تغطية إعلامية متواضعة، ليست بزخم تغطيات باقى الثورات العربية، غياب لتضامن عربى ودولى، رغم أن وتيرة الأحداث لم تختلف خاصة فى بداياتها عن بدايات باقى الثورات العربية، بل وشاركت قوات مسلحة تحت يافطة درع الخليج، أى دول مجلس التعاون الخليجى فى مساندة نظام الحكم هناك، بالطبع ضد الثوار، فلماذا حدث ذلك؟!
ليس لأن النظام البحرينى أصبح ديمقراطياً وعادلاً، ولكن بسبب كما يقول الأستاذ قاسم العنوان البائس وهو أن "إيران تحرض الشيعة فى البحرين على الثورة"، رغم أنه لا يوجد دليل على ذلك، لكن السؤال: باقى الثورات فى تونس ومصر واليمن طالتها اتهامات الأجندات الخارجية، ولكنها لم تؤثر فيها، فلماذا أثرت فى حالة البحرين؟
أظن أن الأصل هو أن الثورة فى البحرين لم تستمر وتتصاعد وتكتسب قطاعات حولها، ومن ثم تفرض نفسها على النظام الحاكم، وتفرض نفسها على العرب والغرب وكل الدنيا. فإذا لم تساعد نفسك لن يساعدك أحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة