لا نملك الآن إلا أن نقدم بالغ الأسف والاعتذار، الواجب للشعب التونسى الشقيق، على أحداث الفوضى والبلطجة فى فضيحة إستاد القاهرة السبت الماضى، المشهد المؤسف والحزين الذى كنا نتمناه احتفالية شبابية بين الشعبين الشقيقين فى مصر وتونس بمناسبة أعظم ثورتين عربيتين فى العصر الحديث.
لا يمكن أن يكون رد الجميل لثورة الياسمين التونسية واحتضان الأشقاء فى تونس لآلاف العمال المصريين الفارين من جحيم الأحداث فى ليبيا وتوفير كافة الاحتياجات لهم هو الاعتداء والترويع والبلطجة من " شوية همج" لا يمثلون بأى شكل من الأشكال الجمهور المصرى العظيم فى تسامحه وحسن ضيافته للأشقاء وبخاصة لو كانوا من تونس الخضراء وشعبها الذى يعشق شيئا جميلا اسمه مصر وشعبها لا يمكن أن يكون هؤلاء الذين تدافعوا إلى أرض إستاد القاهرة هم الزملكاوية الأصلاء والكرماء مع الفريق الضيف، ففى كل المحن التى كان يمر بها الزمالك وعقب كل هزيمة كروية – وما أكثرها- سواء فى الدورى المحلى أو الأفريقى والعربى كان الغضب يظهر فقط ضد الفريق وليس ضد الفريق المنافس. لكن ما حدث بالأمس هو فاجعة وفضيحة ومهزلة سلوكية بكل المقاييس الاجتماعية والنفسية وتكشف المؤامرة التى يدبرها وينفذها البعض ضد الثورة المصرية وتشويه صورتها الناصعة البياض أمام الأشقاء العرب والعالم بأسره الذى شهد بعظمة هذه الثورة.
أشكال الذين شاهدناهم داخل أرض الملعب غريبة ومريبة ومنها
"الراجل اللى لابس جلابية"، وتطرح أسئلة كثيرة وتضع الكثيرين فى قفص الاتهام المباشر، وخاصة من رجال الأمن ومن حرض هؤلاء على النزول إلى الملعب والاعتداء على فريق الأفريقى التونسى الشقيق أيا من كان.
ولا بد من إجراء تحقيق شامل للوصول إلى حقيقة ما جرى ومحاسبة ومحاكمة المتورطين لأن "موقعة الجلابية" فى إستاد القاهرة لا تقل خطورة عن مثيلتها فى "موقعة الجمل" فى ميدان التحرير.. فما جرى فى التحرير هو ذاته سيناريو إستاد القاهرة- ناصر سابقا- والذين خططوا له يشبهون تماما من خططوا لموقعة التحرير.
لكن السؤال الأهم يدور حول الوضع الأمنى المتخاذل– ولن نقول أكثر من ذلك- من قوات الشرطة المصرية داخل الملعب والمدرجات وهو ذات السؤال اللغز الكبير حول الوضع الأمنى برمته فى مصر. فالقضية طالت واستبد الغضب والضجر بالناس من تراخى جهاز الشرطة من أداء دوره الوطنى لحماية الدولة من الفوضى والبلطجة وهو ما يدفع للشك والريبة فى موقف الشرطة من الثورة المصرية وهو ما تجسد فى ملحمة الفوضى والبلطجة فى إستاد القاهرة.
وإذا كانت هناك أشخاص حرضت وهيجت الجماهير بنوايا خبيثة وبدافع التآمر على سمعة مصر بعد 25 يناير فلابد من مواجهتها بحسم وحزم، وإذا كان هناك تقصير فى أداء الواجب من قبل قيادات وأفراد فى الشرطة فيجب المحاسبة على الفور.
للأسف والاعتذار من أعلى المستويات فى مصر للشعب التونسى الشقيق أمر واجب، كما فعل الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية.
ونقول للشعب التونسى الشقيق والرائع وأقول لأصدقائى التوانسة الأعزاء والرائعين وبأعلى الصوت"إحنا آسفين يا تونس"، فمن تجمعه الثورات على الظلم والاستبداد والطغيان والفساد لا تفرقه "شوية بلطجية".