كان نجاح «جمعة إنقاذ الثورة» رسالة واضحة من الشعب الذى قدم الشهداء إلى أكثر من طرف، إلى تيارات الإسلام السياسى التى قررت أن تلعب بمفردها (فى غياب النظام) باعتبارها صاحبة الفضل (هى وخصومها القدامى) بنسبة 77 %، إلى الذين يماطلون فى محاكمة رموزالفساد الكبار، وإلى الذين يلعبون دور «المحلل» فى الحكومة الجديدة، ممن يريدون توفيق «نظامين» فى الحلال، وإلى الذين راهنوا على الفوضى، إلى «آباء» الفترة الانتقالية الذين حموا الثورة ولا يريدون أن يستمعوا إلى الذين قاموا بها، كان النجاح مكافأة للثوار الأنقياء الذين لم يغرر بهم، وإلى قطاع عريض من الحالمين الذين بدأت تتعثر خطاهم وتظهر على ملامحهم علامات عدم الرضا، كانت مليونية، وليس كما قالت جريدة الوفد فى اليوم التالى «تظاهر ألف مواطن ظهر أمس داخل ساحة ميدان التحرير»، كانت احتفالية متحضرة، لا يوجد تحرش ولا إخوان ولا سلفيون ولا إعلاميون «مناضلون» جاءوا فى حماية كاميرات الفضائيات ولا أمن ولا دبابات، عبرت جمعة الإنقاذ عن مدنية الثورة وعن أشواق مصر النقية والحقيقية التى فجرتها فى 25 يناير، كانت ضرورية وتكرارها أكثر ضرورة.
ما حدث فى استاد القاهرة السبت الماضى كان بالطبع رسالة مضادة بعث بها آخرون «لابدون» فى مكان ما، لم يصدق أحدنا عينيه وهو يرى المشهد الهمجى الذى يسىء إلى شعب قام بثورة كالتى حدثت، ولا يليق بنا النزال أو المنافسة فى الملعب، ولا بالروح الجديدة التى جمعت المصريين والتوانسة، الأفريقى التونسى كانت دوافعه منذ البداية أقوى، ويريد مكافأة الجمهور فى تونس، الجمهور الذى ألهم الثورة المصرية، وكان الحكم الجزائرى عادلا وحكيما، والجماهير المصرية ( كل الجماهير) كانت تريد هدفا ثالثا للزمالك، ولكن اللاعبين كانوا أقل حماسا، لأنهم يلعبون تحت قيادة شخص لم يصدق بعد أن تغيرت مصر، كان أول تعليق للصديق طاهر أبوزيد «ثورة مضادة فى استاد القاهرة»، وهى كذلك، ولا أعتقد أن غياب الأمن، أو تحريض إبراهيم حسن للجمهور (كما قال إعلامى تونسى فى استاد النيل) كان وراء ما حدث، لأن الذى يذهب لمشاهدة فريقه ومؤازرته، وأمامه خصم لا يوجد له جمهور تقريبا وفى يديه «سنجة أو شومة» لابد أنه فى مهمة أخرى، وبعد الثورة كنا نعتقد أن حسن شحاتة «المعلم» (الذى فاز بثلاث بطولات أفريقية) يستطيع أن يكافئ الشعب الذى قام بالثورة بالفوز على فريق جنوب أفريقيا (المتواضع فنيا) ويجدد فرص مصر فى التأهل، شحاتة الذى يتقاضى راتبا كبيرا (رفض تخفيضه) حرصا على نقطة واحدة فى ثلاث مباريات وسبعة شهور وفى مجموعة سهلة، وحزين بالطبع على سقوط مبارك ونجليه، وحسام وإبراهيم حسن حزينان أيضا، مثلهم مثل أسامة سرايا وممتاز القط ومحمد على إبراهيم، شحاتة والأخوان حسن يلعبان بروح تختلف عن روح الجمهور الفرحان برحيل مبارك ونجليه، الجمهور الذى يذهب أو يشاهد المباريات وكله ثقة أن الروح الجديدة قادرة على إحراز أهداف إضافية، وفى النهاية يتم التجديد للمعلم «لأنه الأنسب للفترة الحالية كما قال أحدهم»، الأهلى والإسماعيلى ليسا أفضل حالا، كرة القدم انتكست بعد الثورة، ولا تصدق حكاية تعطل الدورى، انتكاسة غامضة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة