سعيد شعيب

عودة الملالى إلى مصر

الخميس، 07 أبريل 2011 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن الاختلاف مع تصريحات وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى حول أن مصر الثورة يجب أن تكون علاقاتها طبيعية بكل دول العالم، ولا يمكن الاختلاف أيضاً حول ضرورة عودة العلاقات مع النظام الحاكم إيران، فمهما كان الاختلاف ليس من المفيد لبلدنا أن تكون هناك قطيعة مع إيران صاحبة الوزن الإقليمى المهم فى الشرق الأوسط، فهى تعتبر نفسها لاعباً رئيسياً فى المنطقة، ولها تحالفات مع حركة حماس والنظام السورى وحزب الله، لكن أظن أنه لا يجب عودة العلاقات على أرضية أن كل ما كان يفعله نظام مبارك لابد أن نفعل عكسه، فهذا خطر كبير، لأن معناه أن نهد كل ما هو إيجابى فى الثلاثين عاماً الماضية، وإلا معناه مثلاً أن نهد مكتبة الإسكندرية ومشروع القراءة للجميع لأنها كانت تحت إشراف السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق. أظن أن الفيصل يجب أن يكون المصلحة القومية المصرية، ولذلك أوافق تماماً على اشتراطات وزير الخارجية، واحترام السيادة المصرية وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وعدم تدخل النظام المصرى فى الشأن الإيرانى، وهو ما يعنى ضمنياً إدراك الدكتور العربى، لأن النظام الحاكم فى إيران أيديولوجى، وهو ما يعنى بالضرورة رغبته الدائمة فى فرض هيمنة إقليمية.

ثم إن هذه الهيمنة ورقة ضغط مهمة فى الصراع الإيرانى مع الإدارة الأمريكية، والصراع مع هذه الإدارة وقود مهم لاستمرار شرعية نظام الملالى فى الداخل الإيرانى. لكن الأهم أننا لا يجب أن ننسى الاحتلال الإيرانى الوقح لأرض عربية، هى إقليم الأحواذ أو عربستان منذ حوالى 85 عاماً، ومساحته أكثر من 13 ضعف أرض فلسطينن وكان عدد سكانه العرب وقتها 2 مليون، وينتج كما يقول الدكتور غطاس 87% من إجمالى ما تنتجه إيران من النفط، و90% مما تنتجه من الغاز. وفى عهد الشاه وبعده الملالى هناك سعى مستمر لإجلاء السكان الأصليين وإحلال الفرس مكانهم، ناهيك عن القمع، ومنع تعليم اللغة العربية واستخدامها. ولا يجب أن ننسى أيضاً الاحتلال الإيرانى لجزيرتى طنب الكبرى والصغرى منذ عام 1971 وطرد سكانها الإماراتيين.

وفى عهد الملالى تم احتلال جزيرة أبو موسى عام 1992، وطردت سكانها العرب وبنت مستوطنات للإيرانيينن وهذا جعل دول الخليج كلها لا تتعامل بارتياح مع النظام الحاكم الإيرانى، وتنظر بريبة إلى المشروع النووى الإيرانى الذى سيغير موازين القوى ويهدد هذه المنطقة، والدولة المصرية لها مصالح كبرى مع دول الخليج. باختصار عودة العلاقات مع نظام الملالى مهم، لكن دون اندفاع يضر بمصالح الدولة المصرية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة