سعيد الشحات

مجبرون على الأمل

الأربعاء، 11 مايو 2011 01:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نحن مجبرون على الأمل حتى نستطيع أن نواصل الحياة".

عبارة قالها لى منذ سنوات صحفى ومعارض سورى مقيم فى الإمارات، وأنا أتبادل معه مناقشة حول وضعنا العربى المشئوم.

كان الأفق وقتها مسدوداً أمام أى احتمالات للتغيير فى مصر وغيرها من الدول العربية، بالرغم من حدوثه فى معظم بقاع العالم، وطوال السنوات السابقة، كنت أستدعى هذه العبارة كى أتحصن بها فى مواجهة الإحباط واليأس، ولم تفارقنى منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير، وتحصنت بها أثناء كارثة إمبابة الدامية، وقبلها من الكوارث التى حلت بعد الثورة.

ومنذ أيام كنا على موعد مع "مصر الجديدة"، التى كان لها الفعل الرائع فى المصالحة الفلسطينية، ومما يثير الانتباه تلك الكلمات التى ذكرها خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى لقائه مع سياسيين وإعلاميين مساء الأحد الماضى، وقبل مغادرته القاهرة قال مشعل عن مصر، إن مصر أكبر من الإخوان والناصريين واليساريين والليبراليين وكل التيارات السياسية الأخرى، وطالب المسلمين، بوصفهم الأغلبية، أن يكونوا أكثر احتضاناً فى معاملتهم مع المسيحيين.

هكذا يرى أبناء عروبتنا "مصر الجديدة"، بالضبط كما يراها الآن قادة الدول الأفريقية، وكان الاحتفاء بوفد الدبلوماسية الشعبية المصرى فى أوغندا وأثيوبيا شاهداً على ذلك، ويسافر اليوم الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، إلى أثيوبيا، لترجمة ما توصل إليه الوفد الشعبى الى اتفاقيات تؤدى إلى استعادة ما فقدناه طوال السنوات الثلاثين الماضية.

سنفرض احترامنا على العالم، ليس بالأحضان والقبلات بين الرؤساء، وليس بالتصريحات الوردية عن أن كل شىء تمام، وإنما بمصارحة مكشوفة عن مشاكلنا، وبعجلة إنتاج مصرية قوية، وبعجلة ديمقراطية تحقق تداول السلطة بصندوق الانتخابات، وبتوزيع عادل للثروة، وبعلاقات محترمة مع الخارج، لا تكون التبعية منهجها الأساسى.
هل تحقق شىء من هذا؟.

سؤال طبيعى يطرحه كل مصرى الآن، وربما لا توجد إجابة شافية عليه، لكن يبقى الأمل فى أن الشعب المصرى أصبح طرفاً فى تحديد مصيره، ولم يعد هناك من يفكر له بالوكالة ومن يحدد له مصيره بالنيابة عنه، المؤكد أن الأمور تحتاج إلى ضبط أكثر، لكن ثلاثين عاماً من القمع والظلم كفيلة بأن يخرج بعدها كل ما نريده ومالا نريده، ومع تضافر شعبى سيخرج ما لا نريده من الصف الوطنى ليصبح أقلية، وما حدث من كارثة إمبابة دليل على ذلك، فبالرغم من فداحة الكارثة، إلا أن حجم الرفض الشعبى لها، والشعور العام بأن هناك من لا يريد لهذا البلد الخير لها، هو ضوء يهدينا إلى أمل كبير فى الغد، هذا الغد الذى تكون فيه مصر أكبر من كل الأطياف السياسية، كما قال خالد مشعل، و"كرباج" على كل مشعلى الفتنة الطائفية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة