◄◄ أطباء المستشفيات العامة يُضربون عن العمل لتصحيح المنظومة الصحية
ليست هذه هى المرة الأولى التى يقرر فيها الأطباء الإضراب عن العمل، إلا أن إضراب 10 مايو المقبل يعد مختلفا عن المرات السابقة، لأنه سيكون مكتسبا لطباع المرحلة الحرجة التى تعيشها مصر حاليا، من حيث الحالة الثورية والقلق والخوف الذى يشعر به المواطن المصرى حاليا بفعل الإضرابات والاعتصامات التى لا تنتهى من جميع القطاعات بلا استثناء.
كما أن المواطن البسيط ربما لا تعنيه مطالب الأطباء، فكل ما يريده هو الحصول على العلاج دون توقف، وأن كان ليوم واحد، بينما يؤكد الأطباء طوال الوقت أنهم لا يسعون إلى مطالب فئوية، بل إن إضرابهم هدفه الأساسى هو حصول المواطن المصرى على خدمة علاجية عالية المستوى،وفى الوقت الذى صرح فيه د.عبدالحميد أباظة مساعد الوزير أن الوزارة تقوم بدراسة مطالب «زملاء المهنة»، بل شرعت فى تنفيذ بعضها كرفع الأجور وتأمين المستشفيات. دعا الأطباء إلى تذكر زملائهم الذين يعملون «تحت القصف» ومراعاة الله فى مرضاهم.
«لم يتحدث معنا أى مسؤول من الوزارة لأنهم لا يصدقون أننا سنضرب عن العمل بالفعل»، هذا ما أكدته د. منى مينا، مقررة حركة «أطباء بلا حقوق» وعضو اللجنة العليا للإشراف على إضراب الأطباء، مشيرة إلى أنه لن يضار مريض واحد من ذلك الإضراب، خاصة أن هدفه الأساسى هو تقديم علاج حقيقى للمواطن، بدلا من «تمثيليات» العلاج التى يقوم بها الأطباء فى المستشفيات العامة التى لا يوجد بها أى إمكانيات تذكر، فالإضراب سيكون بالعيادات الخارجية فقط والعمليات غير العاجلة، فى حين لن تغلق أقسام الاستقبال والطوارئ أو العناية المركزة.
كما تشمل قائمة المطالب رفع الموازنة المخصصة للصحة بالميزانية العامة للدولة إلى 15%، حيث إن الموازنة الحالية لا تتجاوز خمس المطلوب. وبالنسبة لرفع أجور الأطباء، أوضحت «مينا» أن الإعلام تناول ذلك المطلب بشكل مغلوط، لأن الأطباء لا يطالبون برفع رواتبهم فقط، بل بإعادة هيكلة أجور جميع العاملين بالدولة لحصولهم على أجر عادل وفقا للمؤهل العلمى وطبيعة المهنة.
أما عن المطلب الرئيسى للأطباء، وهو إقالة د. أشرف حاتم، وزير الصحة والسكان، فأكدت «مينا» أن وزراء الفترة الانتقالية يجب أن يدفعوا قطاعاتهم للأمام، لافتة إلى أن حاتم لم يُحدث أى تغيير حقيقى فى المنظومة الصحية «المنهارة» حتى الآن، فعلى سبيل المثال عادت القوافل الطبية التى تعد رمزا لإهدار المال العام للعمل منذ شهر مارس الماضى، مشيرة إلى أن الأطباء وضعوا قائمة بعدد من الأسماء التى يرشحونها لتولى منصب الوزير، على رأسها د. محمد غنيم، د. محمد أبوالغار، د. شريف مختار، د.عمرو حلمى، وذلك لأنهم مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة ومن خارج قيادات الوزارة، مشددة على أن الأطباء لا يريدون تنفيذ مطالبهم فورا، بل إن الهدف من الإضراب هو وضع خطط حقيقية لتنفيذ هذه المطالب.
د.السيد الطاهر، عضو ائتلاف شباب الأطباء والمشرف على لجنة الإضراب بمحافظة الجيزة، أوضح أن عددا كبيرا من مستشفيات محافظة الجيزة تجاوبت مع دعوى الإضراب، وكذلك الأمر فى باقى المحافظات، إلا أنه على الرغم من ذلك فإنه لا يستطيع التوقع بأن تلك المطالب ستتم الاستجابة لها أم لا، مشددا على أن الأطباء اتفقوا فيما بينهم على عدم التنازل عن أى مطلب من المطالب، وعلى رأسها إقالة د. أشرف حاتم.
ويستعد الأطباء لإضراب «10 مايو» بتشكيل لجنة عليا لمتابعة الإضراب برئاسة د. منى مينا، ولجان فرعية لمتابعة الإضراب فى المحافظات، بالإضافة إلى لجنة مصغرة بكل مستشفى، حيث من المتوقع أن يشارك جميع المحافظات بالإضراب، كما قرر المعتصمون إعطاء مهلة أسبوع كامل للحكومة للبدء فى تنفيذ مطالبهم، وفى حالة عدم تنفيذها سيتم البدء فى اعتصام مفتوح بداية من يوم 17 مايو حتى الاستجابة لجميع المطالب.