ببساطة شديدة يمكنك التأكد أنه لا فرق بين أداء الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبين وزير الإعلام السابق أنس الفقى والوزير الأسبق صفوت الشريف، ولا كل من سبقوهم، فـ"الحكومة الثورية" لم تغير فى جوهر الإعلام المملوك للشعب، ولكنها فقط غيرت الشخص الذى تنافقه الصحافة والإعلام.
ففى العهد البائد كان النفاق مروعاً للرئيس مبارك ورجاله ونظامه، والآن النفاق مروع للمجلس العسكرى ورئيسه، ورئيس الوزراء وحكومته، بل والتحالفات السياسية الجديدة منها الإخوان وشباب الثورة، ناهيك عن الثورة ذاتها.
بل يمكنك القول إن النفاق بعد الثورة أشد، والحرص عليه أعنف، إلى الدرجة التى ألغى فيها الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون برنامج "شارع الكلام" على الهواء مباشرة، وهو ما لم يحدث فى عهد عبد الناصر والسادات ومبارك. والسبب أن بثينة كامل المرشحة للرئاسة انتقدت أداء المجلس العسكرى فى التعامل مع أحداث الفتنة الطائفية.
فلم يتحمل الرجل الانتظار، ثم يضع بثينة فى القائمة السوداء التى تضم الممنوعين من الظهور، ولم يتحمل الانتظار ثم يلغى البرنامج فيما بعد، ولكنه الآن وفوراً قرر قتل البرنامج وإلى الأبد. الرجل، أقصد سامى الشريف، معذور، مثلما زملائنا الذين اختارهم المجلس العسكرى فى كل المؤسسات الصحفية معذورين.
فمن المستحيل أن نطلب منهم أن يكونوا مستقلين، وهناك من يستطيع فوراً إقالتهم، ومن المستحيل أن نطلب منهم أن تكون وسائل الإعلام التى يديرونها معبرة عن كل أطياف المجتمع، وتحترم قواعد الصحافة النبيلة، وهم يعرفون أنهم ليسوا أحراراً، لذلك فالقضية ليست فى تغيير الأشخاص فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولا فى تغييرات لأشخاص فى مجلس أمنائه، ولا فى أن يحل المرازى محل من سبقوه، ولكن فى تغيير نمط الملكية، أى تغيير قانون الاتحاد وقانون المؤسسات الصحفية القومية، بما يكفل أن تكون مستقلة عن أى حكومة، حتى لو كانت حكومة ملائكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة