إلى أصدقائى الأهلوية أقول: "سامحونا فى الدورى السنة دى، لأن المثل يقول "تآكلها لوحدك طعمها يروح، تدينى حتة طعمها يفوح"، وأبناء عمومتكم فى أمس الحاجة إلى الدورى، يعوض السنوات السبع العجاف، التى أصابتهم بالضغط والسكر وحرقة الدم، ولا تلومونا لأننا فتحنا عيوننا على الدنيا فوجدنا أنفسنا زملكاوية، وحسام حسن فى النهاية "ابنكم"، يعنى زيتها فى دقيقها. لكن كيف يحدث ذلك، والزمالك يفعل مثل "عواد باع أرضه" وضيع عشر نقط كاملة فى أربع مباريات، كانت كفيلة بأن تجعله متربعا على قمة الدورى واضعا رجلا على رجل، كيف يفوز و"حسام" يرجع الهزائم لما أسماه خيانة اللاعبين، وأخوه "إبراهيم" يعلق الأهداف التى تدخل مرمى فريقه فى رقبة السحر، يعنى هما عشرة على عشرة، ومفيش اعتراف بالتقصير، ولا التغييرات الخاطئة، ولا خطط اللعب العشوائية، ولا الأنانية والشللية، ولا أن بعض اللاعبين انتهى عمرهم الافتراضى، وحان وقت "تكهينهم".
"شيكابالا" مثلا بغزالة، إذا كانت رايقة، فتح الله على الفريق بالنصر والأهداف الساحرة، ولكن إذا "زربن"، أصبح الزمالك مثل قطار البضاعة العطلان فى محطة شبرامنت، والمشكلة إن المدافعين العفاريت فقسوا طريقة لعب "شيكا"، يجرى بسرعة ناحية اليمين ثم يقف بالكرة ويدخل شمالا على الملعب، وإذا وقف المدافع أمامه فقط، يتلخبط ويترك الكرة أو يقع على الأرض، مشوحاً بيديه للحكم ليأخذ "فاول"، فيحصل على إنذار، ولذلك لن يفوز الزمالك بالدورى إلا إذا سخر هذا اللاعب الفذ موهبته الربانية لصالح الفريق وليس لصالح الفرد، وأن يهتم بأن يحرز ناديه الأهداف، لا أن يكون هو الهداف.
ولا أعرف سبباً لإصرار حسام على إشراك "الصفتى"، رغم أنه لاعب قصير "قزعة" فى مركز يحتاج لعمالقة، كما أنه يجيد صناعة "الفاولات" ضد الزمالك على حدود منطقة الجزاء، ويرفع يديه للسماء ضد الحكم، أما فى الكرات العالية، فإما أن ينط لتحت أو أن يتشعبط فوق رقبة المدافع، ولا ينزل إلا بصفارة الحكم. وبجواره البرنس محمود فتح الله وكل شىء فيه جميل إلا إصراره على تضييع ضربات الجزاء لفريقه، والحمد لله إن أحمد غانم سلطان فى إجازة، لأنه كان يشكل مع الصفتى طريقاً دائريا واسعا يوصل بسهولة إلى مرمى عبد الواحد السيد.
خط الهجوم ما شاء الله، "عيدان زان مترين ونص فى متر"، أحمد جعفر وأبوكونيه وعوديه وعمرو زكى، وكمان الغائب الحاضر أحمد حسام ميدو، ولكن كل واحد منهم يحتاج أن يعلق على صدره يافطة مكتوب عليها "العين صابتنى ورب العرش نجانى"، أبو كونيه من ساعة ما حلق شعره أصبح مثل "شمشون الأقرع"، ولا بيهش ولا بينش، الجمهور كرهه ومش طايق شكله، عودية مازال ضيف شرف على دكة الاحتياطى أو مسافر الجزائر أو بعافية شويه، يالا "الغايب حجته مع إبراهيم، أما الجنتل أحمد جعفر، و"الله ما قصر" على رأى السعوديين، "ميدو" وعمرو زكى، ما ليش دعوة بيهم. فاضل مين؟.. حسين ياسر محمدى، استبعده مدربه من المنتخب القطرى، واصفا إياه بأنه يصيب من حوله بالكآبة، والله فعلا، أحيانا أو غالبا ما يصيب الزمالك جمهوره بالكآبة فى البيوت والمقاهى والمدرجات وفوق أسطح العمارات.
حسن مصطفى، بيجرى فى الملعب جرى الوحوش، ولا بيصد ولا بيحوش، إبراهيم صلاح دمه تقيل على قلب حسام وأخوه، أما مجموعة الشباب الجدد فهم الأمل والمستقبل، ولكن أين هم؟ ساعة فى الملعب وعشرة فى المدرجات، لكل هذه الأسباب أضع يدى على قلبى، لأن الأهلى والرزل جوزيه يكبس على الزمالك مثل أنفاسه والحظ معاه، وبينشل الثلاث نفاط بأقل مجهود وبهدف واحد فقط فى كل مباراة، أما أخونا حسام فلا يفوز إلا بطلوع الروح أو ببركة دعا الوالدين، أو بدموع وآهات التعساء والبؤساء والمعذبين فى البيوت والمدرجات، والمصيبة الكبرى أن الأخوين "حسن" يهددان بعد كل مباراة بالاستقالة، بدلا من الإقالة، ومجلس إدارة النادى ضعيف ومهتز، ولا حول له ولا قوة، ولا يستطيع أن يظهر العين الحمرا ولا حتى الخضرا، للمدرب المتعافى، ولا للاعبين المدللين.
رغم كل ذلك، عندى أمل وأقول لأصدقائى الأهلوية "سامحونا فى الدورى السنة دى"، فنحن أحوج إليه منكم، وأحق به رغم أخطاء وخطايا لاعبينا ومدربنا ومجلس إدارتنا، وعندنا كوكبة من اللاعبين هم الأفضل فى الدورى، لكنهم يحتاجون شيئا اسمه كرامة الفانلة البيضاء على غرار روح الفانلة الحمراء، ولم يعد فى أعمارهم فى الملاعب الكثير، وإذا لم يفوزوا بالدورى هذا العام، فسوف يعتبرهم الألتراس فلول ميت عقبة، ويطاردوهم فى أى أندية ينتقلون إليها، وسوف يندمون على اليوم الذى لبسوا فيه فانلة الزمالك، إذن الدورى أمامكم والألتراس وراءكم، وإما النصر ويحملوكم فوق الأكتاف، أو الهزيمة والرجم بالطوب والحجارة.. سامحونا فى الدورى أيها الأهلوية، ليس بأن تنهزموا أو تفوتوا المباريات - لا سمح الله - ولكن بسخونة الدورى واشتعاله وحلاوته، وبلعبة الكراسى الموسيقية على القمة، وإذا أراد الزمالك أن يعود إلى الحياة فليس أمام لاعبيه إلا أن يفيقوا من غفلتهم.