سعيد شعيب

"خدو الفضائيات وسيبولنا الشارع"

السبت، 14 مايو 2011 11:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الحشد الذى شارك فى مؤتمر الأمس مبهراً ومتنوعاً، مسيحيون ومسلمون من معظم الأطياف السياسية، رجال دين. كان المؤتمر تحت عنوان "مصر بعد 25 بين الدولة المدنية والدولة الدينية" ونظمه "اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا" بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدنى. فهذا أول مؤتمر هنا فى مصر لمنظمة أقباط مهجر، ولكنها ليست المرة الأولى التى يشارك فيها مثل هذا الحشد الكبير تحت عناوين مشابهة أو فى أعقاب أى اشتعال لنيران الطائفية. فالنخبة المصرية سياسية وثقافية معظمها يرفض بالقطع الدولة الدينية التى تدعو لها بعض القوى الدينية، والتى ظهرت بشكل أكثر وضوحاً بعد ثورة اللوتس. بل إن هناك قوى كانت تتستر بالشعار المطاط "الدولة المدنية" فى "العهد البائد" خلعت ما يسترها وطالب قادتها، مثل جماعة الإخوان، بدولة دينية "عينى عينك"، إنه الشعور المبالغ فيه بالقوة، ولم يعد هناك مبرر للإخفاء و"التقية". لكن هذا الجهد المشكور والمطلوب من عموم النخبة لا يكفى وحده، فلابد من فتح كل هذا الجهد على الشارع. وثانياً أن هناك خطر اختزال مشكلة الدولة المصرية فى صراع بين بعض من المتطرفين المسلمين وبعضاً من المسيحيين، و"لو صالحناهم على بعض هتخلص المشكلة"، وللأسف هذه الرؤية تصب فى صالح التطرف بشكل أو آخر. فى حين أن هناك مصريين فى مصر لا يدينون بالإسلام أو المسيحية، وبالتالى فلابد من نقل الصراع من خانة الإسلام والمسيحية، إلى خانة الدفاع عن الدولة التى تكفل حقوق مواطنة متساوية بين كل الذين يعيشون على أرض بلدنا، الدولة التى تكفل وتحمى الحريات الفردية والعامة للجميع، وتكون مرجعيتها كما قال الأستاذ إيهاب الخولى رئيس حزب الغد فى مؤتمر الأمس إنسانية وليس دينية. لكن هذه الدولة تعطلت وتم تدميرها، وتم اختزالها منذ عقود فى الأديان فقط، وحان الوقت لاستعادتها وهذا لن يتم إلا باستعادة كافة الحريات، تأسيس أحزاب وجمعيات وصحف وإذاعات ومحطات تليفزيونية ونقابات وغيرها وغيرها. فهذه الحريات تكفل تنظيم مسارات الغضب ولا يصبح المسار الوحيد للناس هو التدين المغلوط. بالإضافة إلى الدفاع عن الحريات الفردية، فلا حريات عامة دون حرية فردية للإنسان. وأيضا العمل على إلغاء كافة أشكال التمييز بين المصريين، بما فيهم "اللى ملوش دين"، فى التعليم والقوانين والوظائف وكل مجالات الحياة. بهذه الطريقة ربما تصبح المقولة التى كتبها مناصر للدولة الدينية على موقع المصريون، للأسف لا أتذكر اسم، خذوا أنتم الفضائيات (يقصد أنصار الدولة العلمانية).. واتركوا لنا الشارع، مقولة خاطئة، لأن المصريون جميعاً سيدركون استحالة تعايشهم جميعاً فى سلام وتقدم، إلا فى دولة علمانية، تحمى كل الأديان والعقائد والأفكار.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة