لا أعرف لماذا تعامل البعض مع نظريات الدكتور توفيق عكاشة السياسية على أنها قفشات أو اعتباره يقدم برنامجا كوميديا. وأتصور أن النظريات السياسية للدكتور توفيق وغيره يمكن أن تصلح خريطة طريق لرسم مناهج الاستراتيجية والتكتيك للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، خاصة نظرية" دكر البط"، التى أعلنها الدكتور فى لحظة تجلى مرتفعة التكتيك. وقدم بها حلا للكثير من الألغاز السياسية، وبينما الناس حائرون فى البحث عن المستقبل وشكله إذا بالدكتور عكاشة يفاجئهم بفكر سياسى مختلف يتناسب مع اللحظة الراهنة، ويتوازى مع "مستكنهات التمايز البرامجى".
ملخص النظرية كما طرحها الدكتور توفيق فى برنامجه على قناة الفراعين، أن أى مرشح للرئاسة فى مصر عليه أن يكون مدركا لكيفية تزغيط دكر البط ودكر الوز، أو ثمن وقوف البقرة فى سوق المواشى. وأن يعرف جغرافيا ـ وربما تاريخ ـ أسواق المواشى فى شمال مصر وجنوبها. ولهذا يرى الدكتور عكاشة أن الدكتور البرادعى لا يصلح رئيسا لأنه يجهل تزغيط البط وجغرافيا أسواق المواشى. بينما يرى أنه يعرف فى النووى، مع أن المعلوم أن البرادعى رجل قانون ودبلوماسية ولم يكن رجلا نوويا. كما يتصور بعض أصحاب النظريات. والإضافة أن عكاشة عالم بتزغيط البط وبالنظريات السياسية الحديث والقديمة والكبسولات.
ونعتقد أن تلك النظرية يمكن ان تمثل قفزة على نظريات العقد الاجتماعى، وأفكار جان جاك روسو وجون لوك. ربما نحتاج فقط أن نعرف لماذا اختار الدكتور عكاشة دكر البط والوز، وما هى الحكمة فى تجاهل الكتكوت، وكيف اختار البقرة، وتجاهل الحمار. أو البغل. محتمل أن يكون وراء هذا حكمة عميقة تكمل نظرية دكر البط السياسى، أو قد تتطور النظرية لتشمل اختبارات الرئاسة ركوب الحمير.
هذه النظرية لصاحبها الدكتور عكاشة يمكن أن تكون حلا لحيرة الناخبين، فإذا شعر الناخب بالتردد أمام مرشحين متعددين، يمكنه إجراء اختبار "التزغيط" لهذا المرشح أو ذاك ليتوصل إلى المرشح المفضل. ويرتاح نفسيا وانتخابيا. ثم أن النظرية تتناسب مع اشكال بعض المرشحين الذين قرروا خوض الانتخابات تأثرا بالحالة "الدكربطية السائدة"، وبجانب المرشحين المعروفين أصبحنا نرى بعض القرداتية وقد اعلنوا الترشح فى مولد الرئاسة بناء على طلب مزرعة الحيوانات.
ولم يعد المرشح للرئاسة فى حاجة لتقديم برنامج أو مشروع مستقبلى، وعليه أن يقدم كشف حساب بعدد ذكور البط التى زغطها، وعدد الأوزات التى يعرفها، أو أن يتغير نظام الأحزاب ليصبح بعدد البط الذى تم تزغيطه من الأعضاء، وهو أمر يكشف عن بعد آخر فى النظرية، لأن الأحزاب لو تفرغت لتزغيط البط وتربية الوز فسوف تقدم للاقتصاد الوطنى خدمة جليلة، ترفع نسبة النمو. وقد نحتاج إلى تغيير مقاييس نسبة النمو بعدد ذكور البط والوز. وربما نحتاج لتغيير الترشيح إلى تزغيط.
ونتوقع أن يطبق الكثير من الناخبين نظرية "دكر البط" للدكتور توفيق، خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. خاصة وأنه أعلن أنه ربما كان من القلائل الذين يعرفون طريقة تزغيط البط. وسوف يواجه باقى المرشحين اختبارات صعبة تكشف مدى صدقهم وقوة برامجهم الانتخابية، ونتوقع أن يسقط الحائط الفاصل بين الرئيس ودكر البط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة