كان المشهد مبهجاً أمس الاثنين، فى نقابة الصحفيين، فأخيراً هناك نقابة للإعلاميين بعد عشرات السنين من النضال، ومن تعنت السلطة الحاكمة التى كانت ترفض رفضاً قاطعاً وجودها، فقد كانت الفكرة تصيبها بالهلع، فالإذاعات والتليفزيونات بالنسبة لها مثل الجيش والشرطة، أداة محرم الاقتراب منها، ووجود نقابة يعنى وجود حماية للعاملين فى هذه المهنة، ويعنى أنهم سيكونون جزءًا من معادلة صياغة وسائل الإعلام، وهذا كان من المحرمات.
لابد هنا من ذكر الأستاذ شفيع شلبى، أحد الفرسان الذين قاتلوا بشراسة لعمل نقابة للمهن الإذاعية فى محطات الراديو والتليفزيون، وبذل جهداً هائلاً وتلاه جهود آخرين منهم الأستاذ حمدى الكنيسى، وحماس برلمانيين مثل الأستاذين هشام طلعت مصطفى وحمدين صباحى، لكن هذه الضغوط فشلت فى تأسيس النقابة، ولكن تأسيس نادى للإعلاميين، ولذلك كان يوم أمس فى نقابة الصحفيين يوماً استثنائياً، فهو تتويج لعرق ونضال سنوات وسنوات.
وإن كنت أتمنى ألا تقع النقابة الوليدة فى أخطاء النقابات التى سبقتها، فلا يكون لدينا نقابة واحدة للإعلاميين، بل أكثر من نقابة تتنافس من أجل العاملين فى هذه المهنة، ففكرة النقابة الواحدة الوحيدة المسيطرة، مثل الحزب الواحد المسيطر ثبت فشلها، لأنها مبنية على الديكتاتورية، وعلى الإجبار، وليس على حرية الناس فى الاختيار، وفى النهاية تتحول لكيان مشوه ينسى دوره الأساسى والوحيد، وهو الدفاع عن أجر وحرية أعضائه ممارسى المهنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة