كرم جبر

نبيل العربى

الأربعاء، 18 مايو 2011 07:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إسرائيل تكره نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية الجديد، أكثر من عمرو موسى، وتضع يدها على قلبها من الإجماع العربى حول مواقفه، وقدرته على لم شمل ٢٢ دولة عربية، للعمل ضد مصالحها فى المنطقة، وهو بالفعل يستحق كراهية إسرائيل وحب العرب، لأنه واضح كالشمس، واستطاع فى زمن قياسى أن يستعيد زعامة مصر العربية، وأن يغير السياسة الخارجية، وأن يوقظ الآمال العريضة فى عودة الروح للعمل العربى المشترك، بعد سنوات اليأس والإحباط، لدرجة أن البعض أصبح لا يرى العروبة إلا جثة هامدة، وإكرام الميت دفنه، أو كما شيعها نزار قبانى فى قصيدته الحزينة" متى يعلنون وفاه العرب"؟

إسرائيل تعلم جيدا أن العربى واحد من أقوى صقور الدبلوماسية المصرية، ولم يكن موضع ارتياح أو ترحيب فى مباحثات كامب ديفيد حين كان مستشارا قانونيا للوفد المصرى، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين دائم الشكوى منه، ويحذر أعضاء وفده من دهائه القانونى، ولاتنس إسرائيل موقفه الصلب من قضية الجدار العازل عام ٢٠٠٤ حين كان قاضيًا فى محكمة العدل الدولية، وإقناع المحكمة بأنه جدار عنصرى، واتهام إسرائيل أمام المجتمع الدولى بأنها تمارس جرائم القتل ضد الشعب الفلسطينى، ولم تنجح الحملة الإسرائيلية المسعورة فى إرهاب القاضى المصرى النزيه، أو إثنائه عن مواقفه.

إسرائيل أصيبت بالإحباط بعد اختيار العربى وزيرا للخارجية، ووصفته بأنه يعادى السامية، وهى التهمة الجاهزة التى تبتز وترهب بها الآخرين، ولكن محاولاتها تحطمت على صخرة المواقف الصلبة للوزير المصرى، الذى طالب بمحاكمة قادتها بتهمة قتل و تجويع الشعب الفلسطينى، وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، ولعب دورا مهما فى إتمام المصالحة الفلسطينية، ووضع القضية التى كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة على مشارف مرحلة جديدة، تدعمها وحدة الصف الفسطينى، ويساندها موقف عربى قوى، بقيادة العربى العنيد، الذى كان اختياره مكافأة له ولمصر على إتمام المصالحة الفلسطينية.

إسرائيل تعلم جيدا أن العربى سيكون شوكة فى ظهرها وهو يجلس على مقعد أمين عام جامعة الدول العربية، لأنه عند العرب محل ثقة واحترام ولايمكن التشكيك فيه أو المزايدة على مواقفه، فدولة قطر التى وقفت بالمرصاد لترشيح مصطفى الفقى لصالح مواطنها عبد الرحمن العطية، انحازت للمصالح العربية العليا بمجرد طرح اسم نبيل العربى، ووقف وزير خارجيتها حمد بن جاسم متفائلا ومهنئا وقائلا "الأمين المصرى هو قطرى والقطرى هو مصرى، يعينك الله على عملك وعلينا لمصلحة الأمة العربية"، أما سوريا التى كانت تقف ضد مصر على طول الخط فى السنوات الماضية فقال مندوبها "إذا كانت الخارجية المصرية قد خسرتك، فنحن كسبناك".

إسرائيل تدرك أن حالة الجمود التى خيمت على الجامعة العربية، وتشتت الصف والانقسام والتشرذم والاختلاف وغيرها من المفردات التى وصمت العمل العربى المشترك، لن يكون لها مكان مع أمين عام جديد، يحفظ عن ظهر قلب تضاريس القضية الفلسطينية، ويعرف أوراق القوة والضعف، ولا يعرف الاستسلام أو التفريط، ويتبنى أجندة الجماهير العربية التى تشعر بالمهانة من جراء العربدة الإسرائيلية التى لا تجد من يردعها، إلا ببيانات الشجب
والإدانة الضعيفة، مما ساهم فى توسيع الفجوة بين الحكام والشعوب.

لن يكون مقبولا فى عصر الثورات العربية التى تغير الآن وجه التاريخ، أن ينفصل الحكام عن شعوبهم، وإلا عصفت بهم الرياح، ولأن فلسطين هى وجيعة العرب والجرح الذى ينزف فى قلوبهم، فلن يكون مسموحا أن تعربد إسرائيل وتغتال أهالينا فى فلسطين تحت مظلة الصمت العربى تارةوالتواطؤ تارة أخرى، وسينطق الزحف الهادر فى كل شارع عربى ليرغم حكام العرب وجامعتهم على التحرك الفورى والعاجل، يدعمهم أمين عام الجامعة العربية الذى جاء من صفوفهم، من ميدان التحرير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة