أظنك لاحظت مثلى أن النظام السورى المجرم استخدم الدبابات وقوات الجيش ببساطة ضد المتظاهرين، فى حين أن هذه القوات لم تطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل لتحرير الجولان المحتلة منذ حوالى أربعين عام، فلماذا يفعل ذلك؟
لأن الأهم من تحرير الأرض هو بقاء نظام الحكم، فهذا هو الأساس، أما تحرير الأرض والعداء "للعدو الصهيوني"، والدفاع عن حق الشعب الفلسطينى فى دولته الحرة المستقلة .. الخ، كلها حيل "كلامية" لكن تكلف شيئاً هدفها الضحك على السوريين والعرب من اجل بقاء السلطة الحاكمة.
الحقيقة أن هذا كان خطاب كل الأنظمة المستبدة فى عالمنا العربي، والتى لاتمانع أن تقتل أبناء البلد بدم بارد و"بالدبابات"، ليس لأنهم يريدون تغيير النظام بطرق سلمية ديمقراطية، ولكن حتى لو كانوا يطالبون، مثل المتظاهرين السوريين فى البدايات، فقط بالحرية.
بل ولم يجد حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار أى غضاضة فى احتلال بلد عربى هو لبنان، بذات الخطاب الذى يزعم فيه أنه يعادى الحلف الصهيونى الأمريكي، وأنه يريد حماية الشعب اللبنانى، وهذه أكاذيب، فعندما اجتاح الجيش الإسرائيلى البلد واحتلها، لم تمنعه القوات السورية، وكل ما قدمته مجرد مناوشات سكتت بعد ذلك تماماً.
لذلك اندهش من الذين يرون أن بشار ونظام حكمه دعموا المقاومة الفلسطينية، ويجدون حرجاً فى انتقاده بوضوح بسبب الإبادة الجماعية للشعب السوري، فى حين أن هذه مجرد خطب كلامية، مجرد حيل لإطالة عمر نظم ديكتاتورية.
فشرعية أى نظام حكم يجب أن تأتى من احترامه للحريات الفردية والعامة واحترامه لحقوق الإنسان، تأتى من الحرية أولاً وقبل أى شىء، ولأنهم لا يفعلون تهزمهم وتهزمنا إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة