◄◄ قصر سامح فهمى على مساحة نصف فدان بتكلفة 30 مليون جنيه محاط بأشجار كثيفة تقف أمامه سيارة ملاكى رمادية اللون
◄◄عائلة محمد إبراهيم سليمان تركت القصر منذ الثورة.. وفرد أمن يقضى أوقاته فى مشاهدة القنوات الفضائية
«حى الوزراء» فى أرض الجولف بالتجمع الخامس بعد 25 يناير يختلف عنه قبل هذا التاريخ، فالسائر فى هذا الحى حاليا لن يشعر بأى حياة فيه سوى أسئلة رجال الحراسة الخاصة عن وجهته لحماية قصور وفيلات المسؤولين فى النظام السابق، وهى خاوية على عروشها بعد أن هجروها قبل سقوط مبارك بأيام، معظمهم يسكن الآن سجن طرة، تاركين القصور والفيلات لتعد أحد عناصر الاتهام وأدلة الثبوت ضدهم فى تحقيقات النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع، ووحده يوسف بطرس غالى الذى تمكن من الهرب إلى خارج مصر.
«اليوم السابع» دخلت «حى الوزراء» الموجود على الطريق الدائرى فى اتجاه الميراج بالتجمع الخامس، فى جولة استغرقت يومين متتالين، بعدما استطاعنا تجاوز رجال الأمن عن طريق أحد العمال بالجولف، والذى لم يتأخر فى مساعدتنا فى السماح بالدخول بحجة مقابلته، وبالفعل دخلنا «حى الوزراء» الذى يقع على مساحة أكثر من 100 فدان، ويتصدره مدخلان كبيران على كل منهما بوابة سوداء.
قبل أن تضطرب ضربات قلوبنا من التوتر خوفا من أن ينكشف أمرنا وتعرف هويتنا الصحفية ولا نستطيع إنجاز مهمتنا رأينا ما لا نستطيع أن نتخيله.. مزيج من الرفاهية والترف الزائد الذى يعكس حجم الأموال التى أنفقت على تأسيس قصور لا ينقصها سوى أن تكون جدرانها من الذهب الخالص!! حيث يتصدر المشهد قصور فاخرة أسست على أعلى تراث معمارى وضمت نقوشا مبهرة، جدرانها مطلية بأفخر وأغلى أنواع الطلاء المتعدد الألوان والأسقف العالية والأسوار مزركشة بأبهى الألوان.
التنوع العمرانى من أبرز سماتها، حيث تجد منها ما هو مصمم على الطراز الإسلامى والفرعونى والرومانى والطراز الأوروبى الحديث.
هنا يقطن الكبار ومنهم الدكتور إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، والمهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق، وورثة كمال الشاذلى وزير شؤون مجلس الشعب الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق.
داخل حى الوزراء
حينما تستقل الطريق يمين البوابة وعلى بعد أمتار يقابلك قصر إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، المقام على مساحة 6 آلاف متر مربع، والذى يقدر بـ40 مليون جنيه، له مدخلان أحدهما خاص بجراج السيارات والآخر رئيسى، تلاحظ على يمينه «كابينة فول أبشن» بها فرد أمن يقضى أوقاته فى مشاهدة القنوات الفضائية، وعندما تجذب عينيك كشافات الإضاءة تفاجأ بـ4 كاميرات مراقبة على سور القصر المحصن بالأشجار والنخل، بداخله حمام سباحة كبير الحجم وبيت للكلاب.. لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أكد أحد أفراد الأمن - طلب عدم ذكر اسمه - أن عائلة سليمان كانت تسكن القصر قبل الثورة، وبمجرد أن سقط النظام تركوه وهربوا، مؤكدا أنه لا يعيش به سوى كلاب الحراسة والعنكبوت الذى بدأ يهاجم جدران القصر نظرا لعدم تنظيفه، فهو مغلق الأبواب منذ أن تركه أصحابه. فى المقابل تجد قصرا تحت التأسيس مكونا من طابقين بالطوب الأحمر يحيطه سور لم يكتمل، وبالسؤال عنه عرفنا أنه خاص بـ«صفوت الشريف»، رئيس مجلس الشورى السابق، وذلك بخلاف امتلاكه ثلاثة قصور أخرى تحمل أرقام «121 و122 و123» بميراج سيتى بالتجمع الأول، وتبلغ مساحتها آلاف الأمتار.
بعيدا عن قصرى الشريف وسليمان عليك أن تسير على قدميك قرابة 10 دقائق، بحجة البحث عن تصميم جديد لفيلتك، يقابلك خلالها مدخل قصر سامح فهمى، وزير البترول الأسبق على مساحة نصف فدان بتكلفة 30 مليون جنيه على حد قول أحد المسؤولين عن تأمين القصور -طلب عدم ذكر اسمه- وسور محدود الارتفاع مرسوم بشكل هندسى محاط بأشجار كثيفة تقف أمامه سيارة ملاكى رمادى اللون، وكل شىء ينبئ بأن القصر أصبح خاويا من سكانه، حتى لو أعطت السيارة الملاكى دلالة على أن هناك من يعيش فيه.
ورثة كمال الشاذلى أمين التنظيم الأسبق بالحزب الوطنى يملكون 3 قصور متتالية على مساحة فدان بتكلفة 60 مليون جنيه، يتصدرها بوابتان خضراوان اللون، وبها سور بالطوب الأصفر، عليه 6 كاميرات مراقبة بالإضافة إلى أفضل أنواع الكشافات، وحسبما قال أحد العاملين فى المنطقة فـ«خفير القصر» تركه ورحل.
قصور أخرى
قصر زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذى بناه على مساحة 3 آلاف متر مربع بالتجمع الخامس بمنطقة الشويفات من أهم القصور التى يمتلكها، حيث يوجد بداخله أفضل أنواع الأثاث المستورد من الدول الأوروبية، والذى تم شحنه فى طائرات خاصة وقدم معه عمال متخصصون لتركيبه، أما النجف والكريستال فمن أفضل أنواع الكريستالات المرصعة بالذهب الخالص، حسبما قال أحد المصادر ممن كانوا على صلة بالقائمين على حراسة القصر، واصفا ساحة القصر بأنها تضم أشجارا مختلفة الأنواع، يتوسطها حمام سباحة كبير الحجم محاط بالرخام، وحين يفاجئك من الخارج مشهد القصر سيقفز إليك سؤال: أين سكانه بعد كل هذه الفخامة والأبهة؟
أما وزير المالية السابق يوسف بطرس غالى فلديه قصر مكون من ثلاثة طوابق تبلغ مساحته ألف متر مربع، وتحيط به حديقة وسور بالغ الارتفاع محاط بالأشجار من جميع النواحى مما يصعب على المارين بالشوارع رؤية القصر، ويوجد على السور كشافات إضاءة، وحسبما قال أحد الخفراء لم يزر القصر أى أحد منذ تنحى الرئيس السابق وهروب بطرس إلى أوروبا. . القصر رقم 5 بمشروع أرابيلا بارك بجولف القطامية من أهم قصور الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب المنحل، وتبلغ مساحته مئات الأمتار، به حمام سباحة وغرفة للكلاب ومكون من طابق واحد، وعملية تأمينه تتبع شركة حراسة خاصة.