حين نتحدث عن تخلف العملية التعليمية فى مصر، من السهل أن نستدعى مئات بل آلاف الأمثلة كدليل عليها، لكن ما جاء فى امتحان مادة التاريخ بالمدرسة الثانوية التجارية بإدارة شبين الكوم التعليمية التابعة لمحافظة المنوفية، نموذج صارخ على ذلك.
جاء فى الامتحان سؤال على النحو التالى:
"أستاذنا مجدى حمزة رسم ساعة التنحى عن الحكم للرئيس المخلوع بالساعة والدقيقة، وأحضر لكم يوم وتاريخ التنحى أيضا من ورقة النتيجة، التى يحتفظ بها لتكون معلومات هامة لا تنسى للكبير والصغير فى مصرنا الحبيبة ومن الساعة ومن النتيجة ومن المقدمة أجب عن الآتى:
فى أى ساعة بالضبط ألقى خطاب تنحى رئيس جمهورية مصر العربية، و فى أى يوم من أيام الأسبوع وفى أى تاريخ ميلادى كان التنحى- لماذا لم يلق الرئيس المخلوع خطاب التنحى بنفسه.. اختار:
أ- لأنه مكسوف.
ب- لأنه كان مخسوفا.
ج- لأنه كان مكسوفا ومخسوفا ومهموما.
هذا هو نص السؤال الذى كتبه أستاذ التاريخ مجدى حمزة الذى جاء باسمه فى السؤال، وقرر الدكتور أشرف هلال محافظ المنوفية إحالته للتحقيق، وكذلك إحالة مديرة المدرسة وموجه المادة، والموجه العام للتحقيق فى الواقعة، وسند المحافظ هو أن السؤال جاء بعيدا تماما عن المنهج ولا يتمتع بأى موضوعية.
السؤال كاشف على طبيعة العملية التعليمية ومدى التهاون الذى حدث فيها خلال السنوات السابقة بدرجة أدت إلى أن يكون الخريجون غاية فى الضعف، كما أن السؤال ينتمى إلى مولد مبارك الذى قد يرى البعض أنه جواز مرور لأى شئ، وإذا كان المطلوب هو رفع قيمة معرفة التاريخ لدى الطلاب، فلا يكون بهذا الشكل البائس، الذى يحتوى على "خفة" ملموسة من خلال أوصاف مثل "مكسوف، ومخسوف، ومكسوف ومخسوف"، فهل يعقل أن يكون تبصير الطلاب بتاريخهم على نحو "مكسوف ومخسوف"؟.
والسؤال الذى يستجوب طرحه هنا هو، هل لا توجد رقابة على واضعى الامتحانات؟، وهل يتم تركهم بحرية كاملة فى هذا الأمر؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة