حين حط الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى جامعة القاهرة قبل عامين ليلقى خطابه، تبارى البعض فى تفاؤله بالرئيس الجديد الذى سيضغط على إسرائيل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وانقسمت الآراء إلى حد الاستقطاب حول الرئيس الجديد، لكن الحقيقة التى ظهرت بعد ذلك أنه ليس أكثر من صورة إعلامية تم ترويجها لخداعنا، بينما هو مخلصا لإسرائيل ككل سابقيه من الرؤساء الأمريكيين.
فى خطابه أمام لجنة "إيباك" كبرى جماعات الضغط الأمريكية، قال الرئيس الأمريكى، كل ما تريده إسرائيل، بدءاً من أنه على السلطة الفلسطينية أن تختار بين المصالحة مع حماس، أو السلام مع إسرائيل، مرورا بتراجعه عن قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، وكذلك تأكيده على استخدام إدارته لحق الفيتو فى حال إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، ولجوء السلطة إلى الأمم المتحدة لانتزاع هذه الحق.
مجمل ما قاله الرئيس الأمريكى أدى بالحكومة الإسرائيلية إلى التعبير عن سعادتها، وحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت": "وزراء الحكومة الإسرائيلية سعداء للغاية بخطاب أوباما".
خطاب أوباما، هو جزء من بداية حملته الانتخابية الرئاسية المقبلة التى يسعى من خلالها إلى الفوز بكعكة الأصوات اليهودية فى أمريكا، ولن يتحقق له ذلك إلا عبر الباب الإسرائيلى، وأمام هذا الأمر فإن باب واشنطن لتقديم أى حلول عادلة للصراع مغلق تماما، ومع الوضع فى الاعتبار ما يحدث على الساحة العربية الآن، فإن أى تقدم فى القضية الفلسطينية غير منظور فى الوقت القريب.
وأمام هذا الحال لا يوجد أمام الفلسطينيين غير المضى قدما فى ترسيخ المصالحة على الأرض، وتهيئة البيت الفلسطينى من جديد، استعداداً لمرحلة أخرى من المقاومة، تتماشى مع ما يحدث على الساحة العربية، والتى تكتب الجماهير العربية فصولها الجديدة.
استفادت إسرائيل أكبر استفادة من حالة الترهل العربى، التى خيمت على المنطقة فى السنوات السابقة، واستفادت من شعارات خادعة مثل: "99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا"، وهو الشعار الذى أطلقه الرئيس الراحل أنور السادات، واستفادت من شعار "السلام خيار استراتيجى"، وحسب ذلك مضت إسرائيل فى جنى مكاسبها، ومع الانقسام الفلسطينى بلغ الضعف ذروته، مما قاد المنطقة إلى الرهان الخاسر على باراك أوباما الذى لم يختلف أبداً عن أسلافه من الرؤساء الأمريكيين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة