أكرم القصاص

حوار " معانا ولا مع التانيين"

الخميس، 26 مايو 2011 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انعقد الحوار الوطنى وانفض، كأن شيئا لم يحدث، لأنه انعقد بنفس آليات وطرق حوارات كثيرة، ومؤتمرات تنعقد وتنفض يوميا، ولا تنتج غير الكلام، الذى يرص فى أوراق توضع فى أدراج ولا أحد يتذكرها.

ثم إن المؤتمر الوطنى كما أراد له منظموه، يناقش كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخارجية والداخلية من تعليم لصحة ومن زراعة لصناعة لأمن، أى أنه مؤتمر " من الإبرة للصاروخ"، كل هذا فى يوم أو يومين أو ثلاثة، مع أن كل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى أسبوع أو أكثر، والأهم أنها تحتاج إلى خبراء ومختصين، لكننا نرى فى مؤتمر تحضير الأرواح هذا إعلاميين يناقشون الزراعة وأطباء يناقشون النقل وزراعيين يركزون على الهندسة والصحة، ومن يتأمل مثل تلك المؤتمرات يكتشف أن منظميها إنما عقدوها حتى لا يقال إنهم أهملوا، أحيانا تنعقد لأجل التسلية وتمضية الوقت، ولهذا تنتهى كما بدأت ولا يمكن التقاط لمحة يجوز البناء عليها للمستقبل.

ولهذا تكون هذه المؤتمرات مجرد كلام، يسمى حوارا، والحقيقة أن الأمر يحتاج حوارا حول المستقبل وهو هنا حوار عام، يفترض تنظيمه بشكل يسمح بتمثيل الجميع ولو عن طريق الانتخاب أن تقدم كل فئة أو أصيل ممثلين عنها يشاركون ثم يعودوا لينقلوا ما دار ويعيدوا مناقشتهم، لكن ما نراه أن كل التيارات والائتلافات تحضر كلها ويقوم الزحام ليقع صدام متوقع ، ليس فقط بسبب دعوة الحزب الوطنى وفلوله، لكن أيضا للزحام والتضارب، لأنه حتى بعد انسحاب الفلول فقد بقى الخلاف.

والذى يرجع فى جزء منه إلى فقدان القدرة على الحوار أو قبول الاختلاف بين قطاعات واسعة من المشاركين، وهو الفيروس الذى انتقل من النظام السابق إلى المجتمع، حيث يعيش ديكتاتور داخل كثيرين يمنع عنهم الحوار ويحبسهم فى سجن خاص، وربما يكون رفض مشاركة الفلول منطقيا، لكن ما هو مبرر العجز عن الحوار مع الآخر، أو مع " التانيين"، للتعرف عليهم.

ولهذا ما نزال نسمع آراء الذين شاركوا فى مؤتمر الحوار الوطنى، والذين انسحبوا من منتصف الانعقاد، لنكتشف أن كلا منهم يلقى بالفشل على كتف " التانيين"، ولا أحد ينظر فى المرآة ليبحث عن أسباب الفشل لديه.

فالطرف الحكومى ممثلا فى الدكتور عبد العزيز حجازى أعلن أن وراء إفشال الحوار مؤامرة، وأنه كان يتوقع، بينما انسحب عدد وافر من الائتلافات المتحدثة باسم الثورة، وهى ائتلافات أصبحت تنقسم مثل الأميبا، التى تصبح كل خلية أربع، ومن الصعب تمييز الفرق بين ائتلاف وآخر، الكل يتحدث باسم المستقبل بينما الماضى يحكم عليه الخناق ويتملكه، فإذا بنا أمام قربة مثقوبة، الأمر الذى يجعل الحاجة الآن إلى حوار فى كيفية إقامة حوار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة