أكرم القصاص - علا الشافعي

عبده زكى

لعبة الثورات

الجمعة، 27 مايو 2011 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم مسبقاً أن اتهامات لا حصر لها ممزوجة بالتجريح ستطالنى من بعض المتحمسين عقب قراءتهم لهذا المقال، الأمر الذى يدفعنى إلى مطالبتهم بألا يزايدوا علىّ، فقد كنت من أوائل الثوار الذين أصيبوا ولم يتاجروا بإصابتهم لاعتقادى أن ما قدمته لا يذكر، مقارنة بمن ضحوا بأرواحهم من أجل مصر كما أطمئنهم أننى لست من الإسلاميين ولا أحبهم ولا أتعاطف معهم وأراهم فى كثير من الأحيان مخطئين.

لماذا هذه المقدمة؟ هذه المقدمة يا سادة لأننى أريد القول، ودون مواربة، إننى أرفض "لعبة الثورات"، فالثورة ليست كلمة سهلة وهى كما لها إيجابيات تحوى سلبيات.. ثم إنها "أى الثورة" لا يجب ألا تكون فى غير موضعها أو محلها.

فى ثورة الغضب الثانية التى انطلقت الجمعة 27 مايو الجارى، كان من ضمن مطالبها استبدال المجلس العسكرى بمجلس رئاسى مدنى، وهذا أمر نتفق عليه جميعا، لكن عزيزى القارئ لك أن تتخيل موقف السلفيين لو أن هذا المجلس الرئاسى المدنى ضم فى عضويته قبطياً أنا أتوقع بل أؤكد أنهم سيدعون إلى ثورة.. ولو ضم سلفى أتصور أن الأقباط سيعتصمون ولو ضم يسارى سيغضب الإخوان وهكذا تستمر "لعبة الثورات".

أيها السادة الكرام.. أرجوكم لا تتلاعبوا بمستقبل وطن بات يتسول من جميع دول العالم، ولا تستغلوا تعاطف الجيش ووزارة "شرف" لأنه تعاطف نابع من خوف باتهامهما بالخيانة والعمالة للنظام السابق، ولك أن تتخيل لو أن عصام شرف طالب بمنع ثورة اليوم واعتبرها تضر بمصلحة الوطن، ماذا كان سيحدث؟ كانت ستخرج مظاهرة تتهمه بخيانة الثورة التى اكتسب شرعيته منها فى ميدان التحرير وتستمر "لعبة الثورات".
إخوانى – أنا عبده زكى – المواطن المصرى المقهور الذى عانى الظلم فى مختلف مناحى الحياة – وفرح كما لم يفرح من قبل بحرق الحزب الوطنى ودخول كلابه السجون – أنا الذى يؤمن بأنه لا فرق بين "الكناس" وحسنى مبارك، ولا فرق بينى والوريث المسجون، أقولها بكل صراحة ووضوح.. ارحمونا وأوقفوا لعبة الثورات المدمرة، فهى كاللعب بالنار.. هل من المنطق أن شخصاً ما يدعو إلى ثورة فيستجيب البشر؟ هل الثورة بسيطة لهذه الدرجة؟ أليس من الأفضل أن تكون فزاعة نستخدمها ضد كل من تسول له نفسه استعبادنا؟ أليس من حق البسطاء أن يواصلوا حياتهم؟ ألا تعلمون أن كثيرين فقدوا عملهم ودخلوا ضمن أعداد العاطلين الهائلة؟ أليس من حق هؤلاء عليكم أن تهدأوا حتى يجدوا عملاً يطعمون منه أطفالهم أو يبدأون به حياة أسرية؟ أنا هنا أخاطب ضمائركم فهل تستجيبون.. أنا أيضا فى انتظار الاتهامات بالعمالة وخلافه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة