لم يعد من السهل التفرقة بين الجد والهزار فى تصريحات قيادات الأحزاب والجماعات. فقد أشعلت تصريحات القيادى الإخوانى البارز صبحى صالح رد فعل كبير عندما قال: "إنه لا يجب أن يتزوج الإخوانى غير أخت إخوانية أو أنه لا يعرف مسلما ليبراليا أو يساريا أو غيره".
بدت التصريحات حال نشرها مثيرة للغضب والاستنكار خاصة وأنها جاءت فى وقت تبدو فيه جماعة الإخوان بعيدة عن الأحزاب والتيارات السياسية. وأنها تتجه للعمل وحدها كما جرت العادة، فضلاً عن كون صبحى صالح قيادياً كبيراً فى الجماعة ومتحدثاً باسمها وممثلاً وحيداً لها فى لجنة إعداد المواد الدستورية.
صبحى صالح سارع للتأكيد أنه "كان بيهزر"، وأنه لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام على محمل الجد. لم تكن هذه التصريحات هى ما يعاد تفسيره والتأكيد أنه كان هزاراً. فالهزار لم يتوقف منذ شهور ومازلنا نتذكر هزار الشيخ حسين يعقوب مع غزوة الصناديق بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية عندما قال "البلد بلدنا واللى مش عاجبه يرحل"، وهى تصريحات بدت خالية من الهزار ومثيرة للرياح والأتربة السياسية، لكن الشيخ يعقوب سارع هو الآخر ليقول إنه "كان بيهزر"، وأنه لم يقصد، لكن الهزار لم يتوقف. فقد خرجت مظاهرات كامليا أمام الكنائس، ويبدو أنها كانت هزاراً، لكن الهزار قلب بجد فى حريق كنيسة العذراء بإمبابة، لأن عبير كانت تهزر فتزوجت مسيحيا وارتبطت بمسلم وأشعلت الحب الطائفية التى طرطشت برمادها وشررها على البلد كلها. وهددت بحريق طائفى أكبر يتجاوز كل هزار. ويومها رأينا فيديو لسلفى يطالب بحرق الكنائس التى قال إنها تحتجز المسلمات، لكنها عاد ليقول انه كان منفعلا وأنه لم يقصد.
الشيخ أبو اسحاق الحوينى أنضم إلى الهزار الثقيل، وعندما أخرج له البعض خطبة يتحدث فيها عن فوائد الجهاد الاقتصادية وتجارة الرقيق، للم يقل بأنه كان يهزر لكنه استمر فى شرح نظريته فى الرقيق وتجارة العبيد دون أن يعرف أن مثل هذه التصريحات تسىء للإسلام والمسلمين والحياة كلها.
نفس الهزار رأيناه فى خطبة الداعية حازم شومان وهو يهاجم البرادعى ويقول: "دولة مدنية يعنى أمك ما تلبسش حجاب وبنتك متزوجة من نصرانى كافر"، وطبعا عاد الداعية المذكور ليقول إنه كان بيهزر وكان فاهم غلط.
ومع أن الشعب المصرى يحب الدعابة، واشتهر بخفة الدم، لكن كثيرين رفضوا أن يعترفوا بأن ما جرى هزار، لأنه قيل فى مواضع جد، خاصة أن هذه التصريحات تتماشى مع عقليات وتفكير مطلقيها. ولا نعرف لماذا لا لم نر هزاراً على سبيل الديمقراطية، أو هزار فى حلاوة الآخر وروعته. ولا نرى غير هزار طائفى وعنيف وخالى من الديمقراطية.