"الشعب المصرى غير ناضج ولا يستطيع ممارسة الديمقراطية"، جملة رددها أكثر من رمز فى النظام البائد.. أليس هذا صحيحا؟ خليكوا معايا واحدة واحدة.. هذا الكلام أغضب رموز المعارضة وعدد كبير من المواطنين.. أليس ذلك صحيحا؟.. رموز المعارضة الذين أغضبهم الادعاء بعدم نضوج الشعب يعترفون الآن بصدق نظام مبارك.. كيف؟
1 – حين يقصى عدد من المصريين غالبية الشعب ويتجاهلون رغبته فى الاستقرار فهذا اعتراف بعدم نضوجه.
2 – حين يتصور عدد من المصريين أنهم الأقدر على فهم معطيات المرحلة الحالية فهذا اعتراف بجهل بقية الناس.
3 – حين يقرر مجموعة من المعارضين رفض مطالب الأكثرية من منطلق "العند" الأيديولوجى، وكأن أصحاب الإيديولوجيات هم جموع المصريين، فهذا منتهى الاعتراف بصدق ما كان يردده النظام السابق.
والسؤال الآن: من منحكم حق التعبير عن الشعب المصرى؟ من أوهمكم أنكم الأكثر وعيا؟ أليست الديمقراطية تعنى الانتصار لرأى الأغلبية؟
قد أكون مع الاحتجاجات المستمرة لحين تحقيق مطالب معينة.. قد.. لكنى أرفض تماما إقصاء الشعب مفجر الثورة الفعلى، بعد أن ناضلت غالبية التنظيمات الحزبية والقوى الوطنية على مدار سنوات عديدة دون تحقيق شيئا يذكر، وعندما قرر رجل الشارع البسيط القضاء على الظلم والفساد كان له ما أراد.. إذن لنحترم رأى هذا الرجل البسيط.. نحترم رغباته وتطلعاته، ولا ندعى من جديد أننا الأكثر وعيا منه.. هذا هو لب الموضوع والقضية التى أنشدها من مقالى.. هل فهمتونى؟
أكرر لا يجب لأحد أن يعتقد أنه أفضل من الآخر.. فالشعب المصرى فى غالبيته يهدف إلى حياة كريمة بعيدا عن الأحزاب والتيارات والإيديولوجيات، وبما أنه أسقط أكبر ديكتاتور فى العالم، فله أن يقرر ما يشاء ونستجيب نحن المنظرين لرغباته.
اعلموا أن الشعب لن يصمت على تجاهله مرة أخرى، ولن تخدعه تجارة الشعارات والكلمات المعسولة أو الحماسية، وسيثور ضد من يفكر فى إقصائه من جديد.. واقترح هنا على إخوانى الثوار والمناضلين المطالبة بعمل استفتاء عام يقرر من خلاله الشعب ما يريده لأن هذا هو قمة الديمقراطية.
أنا هنا انحاز للشعب، ولدى عقدة نفسية من الوصاية عليه، وأحذر من ذلك، فالمصريون يفهمون الآن فى السياسة مثل المعارضين، فلا تعتقدوا أنكم الأفضل، لأن الواقع أثبت أن جميعنا اكتفى بترديد كلمات جوفاء، والذى غير ودفع ضريبة التغيير هو الشعب الذى ترونه غير واع ولا يدرك مصلحته الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة