ناجح إبراهيم

خارطة طريق للدعوة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير

الثلاثاء، 31 مايو 2011 06:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتاج دعاة الحركة الإسلامية خاصة، والدعاة عامة، إلى خارطة طريق للدعوة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير.. لتوضح هذه الخارطة مسار الدعوة الإسلامية فى الفترة المقبلة.. وتحذر من المطبات والمنزلقات والأخطار التى تهدد مسيرتها فى هذه المرحلة الحرجة.

وهذه الخارطة هى بمثابة إشارات المرور التى تمنع التصادم بين مسارات الإسلاميين سوياً من ناحية.. وبينهم وبين المجتمع من ناحية أخرى.. وتحدد كذلك المعالم الضابطة للمشهد الدعوى الإسلامى.. وذلك بعد أن تنفست الدعوة الصعداء بعد ثلاثين عاماً من قهر الدعوة والدعاة فى عهد الرئيس السابق.

ويمكننى أن ألخص هذه الخارطة المقترحة فى النقاط الآتية:
أولا ً: نحن دعاة.. لا قضاة
فمهمتك الدعوة وليس الحكم على الناس.. فليس من مهمتك ولا من سلطتك أن تقول هذا كافر وهذا فاسق وهذا فاجر.. وهذا عدو لله ورسوله.. وما شابه ذلك من أحكام.
إن مهمتنا ليست فى إخراج الناس من الدين بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم.. ولكن مهمتنا هى إدخال الناس فى حظيرة الدين وهدايتهم إلى الحق.. وليست مهمة الدعاة الحكم على الناس.. ولم ولن تكون هذه يوما ًمهمتهم.

ويلحق بذلك أن نعلم أنه ليس من مهمتنا أو بمقدورنا أن نشق عن صدر الناس أو ننقب عن سرائرهم.. فقد أوكل رسول الله «صلى الله عليه وسلم» سرائر الناس إلى رب الناس.. وعاملهم بظاهرهم.. ورفض أن يقتل عبدالله بن أبى سلول رغم يقينه بنفاقه وكفره الباطن.. وقال فى ذلك قولته العظيمة: «حتى لا يتحدث الناس أن محمدا ً يقتل أصحابه».. وهذه فيها من الحكم النبوية ما يضيق المقال عن بسطه.

ثانيا ً: نحن دعاة.. لا ولاة
فالدعاة مهمتهم الدعوة.. والولاة والحكام مهمتهم إنفاذ الأحكام السيادية مثل تطبيق الأحكام مثل الحدود أو إعلان الحرب والصلح والأمن الداخلى والخارجى.
ولا يجوز للدعاة أو آحاد الناس أو الجماعات مهما عظمت قوتها واتسعت رقعة سطوتها أو عددها أن تقوم بذلك.. وإلا تحولت الدنيا إلى فوضى.

والشريعة الإسلامية رفضت أن يقوم بالأحكام السيادية مثل الحدود أحد غير الحكام.. فإن قاموا بها فبها ونعمت.. وإن لم يقوموا بها فلا يجوز للآحاد ولا الجماعات أن يقوموا بها.
فالداعية مهمته الدعوة.. والحاكم مهمته الحكم.. وإذا استلب الدعاة هذا الحق لأنفسهم أو جماعتهم فسد كل شىء وتحولت الدولة إلى فوضى.. ولم تحقق الأحكام الشرعية المصالح التى توختها الشريعة منها.. وهذا المقال يضيق عن بسط هذا الموضوع.. ومن أراد المزيد فعليه مطالعة كتابى «تطبيق الأحكام من اختصاص الحكام» ويقصد بها الأحكام السيادية.. وقد أبسط فكرته فى مقال منفرد بإذن الله.

ثالثا ً: نحن دعاة.. لا بغاة
فالداعية لا يقابل السيئة بمثلها ولكن يقابلها بالحسنى.. ولا يواجه الشر بمثله.. وقد جربت الحركة الإسلامية مرارا ً مواجهة الشر بالشر والسيئة بالسيئة والعدوان بالعدوان.. فما زادها ذلك إلا رهقا ً وعنتا ً وأدخلها إلى غياهب السجون.. وصادر دعوتها.. ونفر الغالبية العظمى من الشعب منها.

فعلينا أن نواجه الشوكة بالوردة.. والعدوان بالإحسان.. والمنكر بالمعروف.. وأن نجرب منذ اليوم تلك الآلية العظيمة فى كسب الأصدقاء وتحييد الأعداء وتحويلهم إلى أولياء.. كما ذكرها القرآن العظيم فى قوله تعالى:
«وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

وهى أفضل من الآليات التى ذكرها كارنيجى فى كتابه « كيف تكسب الأصدقاء»، وتعانى الحركة الإسلامية من أن بعض أفرادها يتفنن فى تطفيش الأصدقاء وصنع الأعداء.
فالداعية كالشجرة المثمرة يرميها الناس بالحجر فترميهم بالثمر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة