جانب أساسى فيما يتعلق بالحفاظ على ثورة 25 يناير، أن نستعيد روحها المجمِّعة بعد التفرق، والمتسامحة بعد التعصب، والإيجابية بعد سنوات طويلة من السلبية، لا أقصد باستعادة روحها هذه، أن نحمل أعلام مصر، وأن نستقر مجدداً فى الميادين، بل أقصد أن يعمل كل قطاع ووزارة على إعادة بناء الجانب النفسى للعاملين، ليستعيدوا قناعة أن البلد بلدهم وأنهم مسئولون عنها وعن تقدمها.
أول القطاعات المسئولة عن إعادة البناء النفسى والروحى للمواطنين هو قطاع الثقافة والإعلام، وأعتقد أن وزير الثقافة الحالى الدكتور عماد أبو غازى على درجة من الوعى بمهام وزارته فى هذه المرحلة الراهنة، فلديه شبكة من الأعصاب الممتدة فى كل مراكز ومدن مصر هى بيوت وقصور الثقافة التى تضمها هيئة تابعة لوزارته، وهذه الشبكة من الأعصاب الثقافية، كانت خلال العقود الماضية عبئا ثقيلا على الوزارة، لأن السياسة العامة للدولة لم تكن فى اتجاه تشكيل الوعى العام بمسئولية المواطن عن بلده، الآن الوضع تغير أو هكذا تظن، ومن الممكن أن يتحول العبء المتمثل فى هيئة قصور الثقافة إلى رصيد هائل من الفن والإبداع يقوم بإعادة بناء أرواح ووجدان المواطنين ليشاركوا جميعا فى النهضة المنشودة لبلدنا.
ما يسرى على قطاع الثقافة يسرى بالضرورة على قطاع الإعلام الذى يحتاج إلى إدارة خلاقة تجتذب الكفاءات البشرية، وتعيد هيكلة الإعلام المصرى وقنواته ومخرجاته، حتى نستعيد القناة الإخبارية الرصينة المواكبة للحدث داخليا وخارجيا، وإلى جوارها يعود الازدهار إلى مسرح التلفزيون وأفلام التلفزيون، وما يستتبع ذلك من اجتذاب عدد كبير من شباب الموهوبين فى الكتابة والتصوير والإخراج لنشهد ميلاد جيل جديد يعيد العصر الذهبى للإعلام المصرى فى الستينيات.
فى هذه المرحلة نحتاج إلى تجييش المجتمع كله لتأكيد الروح الجديدة للثورة، وعدم السماح لمن يعملون على إضعافها ووأدها لا قدر الله بالنجاح فى مهمتهم، فإذا كان دفع عجلة الإنتاج فى الشركات والأراضى الزراعية هو حربنا المقدسة، فيجب أن نعلم جيدا أن القادة المنتصرين فى الحروب على مدار التاريخ استطاعوا أولا أن يبنوا وجدان وأرواح جنودهم قبل أن يدفعوا بهم إلى ساحات المعارك، ويتساوى فى ذلك القتال من أجل استرداد الأرض، والقتال من أجل زراعتها بما ينفع الناس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة