وجدى الكومى

مين اللى جاب التورتة؟

السبت، 07 مايو 2011 02:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سهرت الليل بطوله، أتابع معركة التورتة، وهى تشكل ملحقا آخر، لمعركة "الجمل" ويبدو أن إرادة الله تتجه إلى جعل معارك الثورة كلها ملتصقة بهذه الكلمات "الجمل" ثم "التورتة" وربما تظهر فى المستقبل معركة أخرى بعنوان "معركة الجحش" أو "معركة الطور"، لا أحد يعلم.

ولكنى شعرت بالأسف، نعم شعرت بالأسف على حالنا، وهوأنا، وبكيت مرة أخرى مثلما بكيت يوم معركة الجمل، هل وصل بنا الهوان إلى هذا الحد؟ هل أصبح قدرنا أن ننشغل طوال عام الثورة، بتورتة مبارك، وجمل مبارك، هل ستتوقف ثورتنا، عن هذا الخط؟ نحاكم مبارك أم نعفو عنه، نسامحه ونطيب خاطره، ونفرج عن أولاده، ونسمح لهم بالسفر للخارج وإعفاءهم من المحاكمة، أم نعامله، مثله مثل أى مواطن، يخضع لسيف القانون، ويسرى عليه أحكامه؟

"مين اللى جاب التورتة" السؤال ليس ليونس شلبى فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وإنما السؤال للملايين من المصريين، الذين كانوا طرفا فى معركة، وحملوا لقب المعارضين لمبارك، هنا لا أستطيع أن استثنى نفسى منهم، وأحمل على كاهلى 31 عاما، عشتهم طوال حكم مبارك، تعلمت أى تعليم، تخرجت من أى كلية، عملت فى أى وظيفة، وتقاضيت أى مرتب، فى الوقت الذى كان مبارك، يعلم نجليه أفضل تعليم، ويلحقهم بأفضل كليات، ويوظفهم فى أفضل الوظائف، يحصلون منها على أفضل الرواتب، وكاد أحدهم أن يصبح رئيسا بعده، من منا كان يطمئن على مستقبل أولاده، لا أحد، فقط مبارك، من منا كان يأمن على بيته وعلى عياله، وعلى حرماته، لا أحد فقط سوى مبارك، من منا كان يطمئن على قوت يومه وقوت غده، لا أحد فقط غير مبارك، هذه ليست كلمات تتشفى، وإنما أسئلة، أحملها لأصحاب التورتة، ولأصحاب موقعة التورتة، لم يعد لدينا وقت للدخول فى معارك جديدة، بحاجة لأن نبنى بلدنا، بحاجة لأن نستعيد قوت أيامنا، ماذا تريدون لمبارك؟ هل تريدون إطلاق سراحه؟ هل تريدون أن يتمتع بمليارات، يحتاج لقرنين من الزمان لإنفاقها؟ حسنا، وماذا عن أمهات الشهداء، ماذا عن هؤلاء الذين قضوا نحبهم فوق الكوبرى، وامتلأت أجسادهم بأكثر من خمسين أو ستين رصاصة مطاطية، ورصاص محرم دوليا؟ ماذا تقولون لهؤلاء؟ ماذا تقولون لأمهاتهم؟ ماذا تقولون لأطفالهم؟

أقول لكم أنا، كفى، كفى تخريبا فى مصر، ودعونا بالله عليكم، نبنيها، ونعمرها، دعونا بالله عليكم نتنبه لإحتياطى النقد الأجنبى الذى بدأنا نقترض منه، ولثروات مبارك التى قدرتها سويسرا بــ410 مليون فرنك ولنرى كيف سنستردها، دعونا ننتبه بالله عليكم لرزق الله الواسع الذى أرسله للثورة، تكريما ومكافآة منه وحكمته لا يعلمها غيره، باكتشاف حقل الغاز الطبيعى فى الدلتا، دعونا بالله عليكم نركز فى سعر الغاز الذى يجب أن نقوم بتعديله قبل إعادة تصديره مرة أخرى لإسرائيل، أرجوكم دعونا ننتبه إلى طرود حسين سالم، التى لم تزل تتحرك من داخل البلد، إلى خارجها، ويشاء العليم الكريم أن يكشفها لنا بقدرة قادر، والنبى، استحلفكم بكل ما هو عزيز وغالى، سيبوكوا من التورتة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة