عادل السنهورى

«أنابيب» المحافظ

الجمعة، 10 يونيو 2011 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محافظ المنوفية المستشار أشرف هلال قرر أن يخرج من دائرة الخوف والكسل، التى أصيب بها العديد من المحافظين ورؤساء المدن بعد ثورة يناير. المستشار هلال ركب سيارة توزيع أنابيب البوتاجاز، واتجه إلى إحدى قرى المحافظة للإشراف بنفسه على توزيع الأنابيب على الأهالى وسط دهشة وفرحة كل من شاهد المحافظ.

عموما المستشار هلال يستحق الإشادة رغم أن ما قام به يدخل فى صميم عمله وطبيعة وظيفته كمسئول عن محافظة تعانى كثيرا من المشاكل مثلها مثل باقى محافظات مصر، وينتظر الناس فيها أن يلمسوا التغيير الحقيقى بعد قيام الثورة، على الأقل أن يترك المسؤولون مكاتبهم المكيفة، وينزلون إليهم فى الشوارع والحوارى ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم اليومية ومعاناتهم.

كثير من المحافظين ورؤساء المدن فى مصر فرضوا على أنفسهم العزلة الاختيارية داخل المكاتب يداخلهم شعور بأنهم «مسؤولو الفترة الانتقالية» أى محافظين مؤقتين حتى تجرى الانتخابات وتشكل الحكومة وينتخب الرئيس، وبالتالى يسايرون أمورهم بأى شكل حتى تمر الفترة الحالية، ويتقرر مصيرهم. وهذا نوع من خيانة الضمير الوطنى وخيانة الأمانة والمسؤولية فى فترة صعبة تعيشها البلاد، خاصة الناس خارج القاهرة الذين يرغبون فى أن تصل إليهم ثورة التغيير.

الشوارع المتهالكة ومشاكل الصرف الصحى ومياه الشرب والبطالة وضآلة فرص العمل والتشغيل وانعدام الخدمات الأساسية هى السمة العامة للكثير من المدن والقرى فى مصر، التى ضربها الفساد المالى والإدارى من كل جانب. والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء شاهد بنفسه ذلك على الطبيعة أثناء زيارته مدينة وادى النطرون لافتتاح بعض المشروعات يوم الثلاثاء الماضى، فبعض سكان المدينة استوقفوه ورفعوا لافتات الاحتجاج ضد حكومته بسبب الإهمال والفساد فى وادى النطرون.

وكل مدينة أو قرية سيزورها الدكتور شرف سيخرج إليه الناس بلافتات الاحتجاج لأن الإهمال ما زال موجودا والثورة لم تصل إليهم بعد، فهناك بعض المحافظين ورؤساء المدن والمجالس المحلية تعمل ضد حكومة شرف، وتحرض الناس بتكاسلها المتعمد عن العمل ضد حكومة الثورة بل ضد الثورة كلها. فالثورة الحقيقية والتغيير الشامل والأكبر لم يتحقق بعد طالما بقيت المجالس المحلية بفسادها المزمن، وبقى بالتالى غالبية المحافظين ورؤساء المدن، الذين ينتمون فكرا وسلوكا إلى عصر الفساد والتزوير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة