قلت بالأمس إن التغيير لم يصل بعد إلى محطات آخرى واستقر حتى الآن فى محطته الأولى بإزالة رؤوس الفساد دون أن يتحرك سريعا إلى باقى المحطات وهى الأهم فى وجهه نظرى إذا أردنا أن نلمس التغير الحقيقى ونصل الى مرحلة التمكين والأداء الثورى.
فإذا كانت الثورة أزالت رأس الفساد فباقى الجسد مازال حيا ويتحرك والناس مازالت تراه فى كل مكان فى تعاملاتها مع أجهزة ومؤسسات الحكومة، فالأداء والسلوك الثورى مازال غائبا والبيروقراطية المتضخمة لديها قناعة بأن ما حدث «حركة مباركة» وستمر أيامها وتعود مصر لعادتها القديمة وتعود أيام الفساد كما كانت عليه فى السابق.
وتعقيبا على ما كتبته بالأمس وصلتنى هذه الرسالة من رجل أعمال مصرى مقيم فى السويد تفاعل مع ثورة يناير مثله مثل ملايين المصريين خارج الوطن، ولكنه أراد أن يقدم الدعم والمساعدة من خلال عمله فى مجال الاستثمارات السياحية ففوجئ بأن شىء لم يتغير وأن «عصابة الفساد» التى أخرجته من مصر منذ 15 عاما مازالت حية وفى مواقعها فى وزارة السياحة.
المهندس قدرى النجار ذكر فى رسالته لى بأن أرسل عدة رسائل الى رئيس الوزراء الدكتور شرف ووزير السياحة الدكتور منير فخرى يعرض فيها اقتراح عاجل بالمساهمة فى جذب سياح إلى مصر من عدة دول أوروبية مثل السويد والمجر وبولندا والدنمارك حيث توجد فروع لشركاته لكن لم يستجيب له أحد وتم تحويل رسالته إلى مكتب رئيس هيئة تنشيط السياحة.
يقول المهندس قدرى فى رسالته: «أن عصابة هيئة تنشيط السياحة القديمة منعونى أيضا من التحدث إلى التليفزيون قبل فضح اعمالهم ومشاكلهم ومن الغريب أن يقابلنى أحد أفراد العصابة القديمة من عائلة (...) - واحتفظ بالاسم - وأخرهم القنصل السياحى لمصر فى بلجيكا فبعد تحديد موعد مع تليفزيون مصر قناة نايل لايف يوم الخميس 9 يونيو فوجئت بإلغاء الحديث والسبب اللى قالوه أننى مطلوب للقضاء!»، ويكمل: «جاءنى أحدهم وهو نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة وقال لى ما دمت ستتحدث عن السياحه وعننا فانك لن تجد أى طريقه لكى يستمع اليك أى شخص».
الرسالة مثال جديد على أن الفساد مازال هنا فى السياحة والتليفزيون وفى أماكن كثيرة أخرى، وبالتأكيد هناك كثيرون مثل المهندس قدرى لديهم نفس الشكوى.