أصدق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى توضيحه لملابسات نشر مقطع فيديو على موقعى الـ«فيس بوك» والـ«يوتيوب»، فيه حوار له أذاعته القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى، ومدته 14 دقيقة وأربع ثوان.
أبوالفتوح قال إن المقطع من مقابلة أجراها معه صحفى قدم نفسه على أنه بريطانى الجنسية، ويعمل فى قناة تليفزيونية بريطانية، وذلك عام 2007، وشدد على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية الذى ظهر من خلال تاريخه السياسى الطويل، ومن عمله كأمين عام اتحاد الأطباء العرب.
تاريخ أبوالفتوح يزكيه بالفعل كواحد من الرموز السياسية التى دفعت ثمن نضالها ضد التطبيع مع إسرائيل عامة، والوجود الصهيونى خاصة، وأذكر فى هذا الأمر قصة شبيهة حدثت فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى مع الكاتب والسيناريست الراحل صالح مرسى، وكنا فى صحيفة العربى برئاسة الراحل العظيم محمود المراغى، واندفع بعضنا إلى الهجوم على صالح مرسى رغم توضيحه أنه لم يعط حوارا صحفيا لصحيفة إسرائيلية وإنما لصحيفة بريطانية، وبالتالى فهو ضحية للعبة لم يكن يعرفها، وأمام هجومنا الكاسح رد المراغى بحسم: «صالح مرسى وطنى قبل ما حد فيكم يتولد من بطن أمه، ولن يتم تجريحه فى العربى»، وانتهى الأمر عند هذا الحد، وببصيرة نافذة من محمود المراغى.
المؤكد أن أبوالفتوح هو ضحية مثلما كان صالح مرسى ضحية، وإن اختلف سياق القصتين، فمرسى هو صاحب الروائع القصصية التى كشفت بطولات المخابرات المصرية ضد إسرائيل، مثل «رأفت الهجان» و«الحفار» وغيرهما، أما سياق أبوالفتوح فهو قضية اعتزامه الترشح للرئاسة، والتى يتم فيها استخدام حرب غير نظيفة، تستهدف ضرب المرشحين فى مقتل، عبر التشكيك فى أهم تراث وطنى لهم، ولأن رفض إسرائيل هو من أهم تراث وثوابت أبوالفتوح فقد حدث معه ماحدث حتى يبدو أنه يقف على أرض هشة.
ومع أننى لست من أنصاره فى معركة الرئاسة، لكن أدافع عنه من باب أنه لا يجوز التشكيك فى رموزنا الوطنية بمثل هذه الوسائل القذرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة