ناجح إبراهيم

الإسلام والفكر الإسلامى.. هل هما سواء؟!

الثلاثاء، 14 يونيو 2011 06:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخلط الكثيرون بين الإسلام والفكر الإسلامى.. ويظن معظم الإسلاميين، وكذلك خصومهم من العلمانيين، أنهما سواء.. فيعطى بعض الإسلاميين صفة العصمة لفكرهم لأنه ببساطة «إسلامى».. أى يمثل الإسلام والإسلام لا يخطئ أبدًا.. ويغتاظ بعض خصومهم من العلمانيين والليبراليين من بعض أفكارهم فيسيئون الظن بالإسلام نفسه.

وهكذا يبدأ الخطأ من الجانبين.. والخاسر الوحيد فى هذا السياق هو الإسلام نفسه ودعوته الصافية النقية الطاهرة التى تأتيها السهام من أتباعها وخصومها على السواء دون رحمة أو شفقة.

والفكر هو إعمال العقل والقيام بالأعمال الذهنية لاستنباط الأحكام والخروج بالرؤى والتصورات الصحيحة والمناسبة للواقع.
فإذا كان الذهن البشرى إسلاميًا أنتج فكرًا إسلاميًا.. وإذا كان علمانيًا أو اشتراكيًا أو ليبراليًا أنتج فكرًا علمانيًا أو اشتراكيًا أو ليبراليًا على الترتيب.
وإذا كان الفكر هو عمل الذهن البشرى.. فالخطأ وارد فى حقه مهما كان إخلاص صاحبه وتجرده.. ومهما كان علمه وعقله.

ولذلك لم يقل أحد من السلف أن قول الأصولى أو المجتهد معصوم أو حجة على أحد.. ولم يقل أحد من علماء الإسلام قديمًا أو حديثًا إن أقوال المجتهدين غير معصومة.. رغم أن الأصولى والمجتهد أكثر علمًا بالشريعة من المفكر.

فالفكر الإنسانى لا قدسية له.. أما القدسية فهى للكتاب والسنة.. وأحكام الإسلام القطعية المجمع عليها منهما، والخطأ فى الفكر الإسلامى ينتج عادة عن ثلاثة أسباب:
1 - الخطأ فى قراءة وفهم النص الشرعى من الكتاب والسنة.
2 - الخطأ فى قراءة الواقع الذى سيطبق عليه هذا النص الشرعى.
3 - الخطأ فى إنزال النص الشرعى على الواقع.. وهذا ما يسميه الأصوليون «تحقيق المناط».

ومن أهم أمثلة الخطأ فى تحقيق المناط هو ظن بعض السلفيين أن التكييف الفقهى لثورة 25 يناير هو خروج على الحاكم.. بينما تحقيق المناط الصحيح لها يدل على أنها تندرج تحت باب النهى عن المنكر وقولة الحق عند الحاكم الظالم ورغم أن الفكر الإسلامى الحديث فى القرن العشرين أثرى الحياة الفكرية عمومًا.. إلا أنه فى المقابل وقع فى أخطاء كثيرة نتج معظمها من الخطأ فى تحقيق المناط أو قراءة الواقع قراءة صحيحة.

كما حفل الفكر الإسلامى باختيارات خاطئة كلفت الإسلاميين الكثير والكثير من الوقت والجهد والدماء والابتلاء دونما طائل.. ورجعوا هم عنها باختيارهم مثل اختيار مقاومة ظلم الحكام بالسلاح.. ومثل رفضهم لفكرة دخول المجالس النيابية.. ومنها رفض فكرة إنشاء الأحزاب السياسية.. وهذه الفكرة بدأت من الأربعينات واستمرت حتى الثمانينات. وكذلك فكرة أن تحل الحركة الإسلامية بديلاً عن الدولة والمجتمع.. بدلاً من أن تكون شريكًا مساهماً لهما.

فضلاًعن عدم إدراك العلاقة الصحيحة بين الانتماء للإسلام والانتماء للأوطان.. ورفض الديمقراطية كوسيلة للتداول السلمى للسلطة.. ولذا يجب على الإسلاميين ألا يسبغوا صفة القداسة والعصمة على فكرهم البشرى لمجرد تسميته بـ«الفكر الإسلامى».. وأن يفرقوا بين من ينقد الإسلام ومن ينقد بعض أفكارهم.. التى هى فى الحقيقة فكر بشرى قد يخطئ وقد يصيب.. وقد حفل تاريخ الفكر والفقه الإسلامى برجوع أئمة وعلماء عظام عن بعض أفكارهم وآرائهم حينما استبان لهم أنهم أخطأوا فيها.. وعلى رأس هؤلاء حجة الإسلام «أبوحامد الغزالى».. وهذا دليل قوة وتجرد.. وليست دليلاً على الضعف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة